كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
ثِيَابكُمْ )
: لِدَلَالَتِهِ غَالِبًا عَلَى التَّوَاضُع وَعَدَم الْكِبْر وَالْخُيَلَاء وَالْعُجْب وَسَائِر الْأَخْلَاق الطَّيِّبَة ، وَبَيَّنَ فِي كَوْنهَا مِنْ خَيْر الثِّيَاب وُجُوه أُخَر
( وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ )
: عَطْف عَلَى اِلْبَسُوا أَيْ اِلْبَسُوهَا فِي حَيَاتِكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ
( وَإِنَّ خَيْر أَكْحَالكُمْ الْإِثْمِد )
: بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَالْمِيم بَيْنهمَا مُثَلَّثه سَاكِنَة ، وَحُكِيَ فِيهِ بِضَمِّ الْهَمْزَة حَجَر مَعْرُوف أَسْوَد يَضْرِب إِلَى الْحُمْرَة يَكُون بِبِلَادِ الْحِجَاز وَأَجْوَده يُؤْتَى بِهِ مِنْ أَصْبَهَان
( يَجْلُو الْبَصَر )
: مِنْ الْجَلَاء أَيْ يُحَسِّن النَّظَر وَيَزِيد نُور الْعَيْن بِدَفْعِهِ الْمَوَادّ الرَّدِيئَة الْمُنْحَدِرَة مِنْ الرَّأْس
( وَيُنْبِت الشَّعْر )
: مِنْ الْإِنْبَات وَالْمُرَاد بِالشَّعْرِ هُنَا الْهُدْب وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ مثره وَهُوَ الَّذِي يَنْبُت عَلَى أَشْفَار الْعَيْن .
وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى اِسْتِحْبَاب لُبْس الْبِيض مِنْ الثِّيَاب وَتَكْفِينِ الْمَوْتَى بِهَا . قَالَ فِي النَّيْل : وَالْأَمْر فِي الْحَدِيث لَيْسَ لِلْوُجُوبِ ، أَمَّا فِي اللِّبَاس فَلِمَا ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ لُبْس غَيْره وَإِلْبَاس جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة ثِيَابًا غَيْر بِيض وَتَقْرِيره لِجَمَاعَةٍ مِنْهُمْ عَلَى غَيْر لُبْس الْبَيَاض ، وَأَمَّا فِي الْكَفَن فَلِمَا ثَبَتَ عِنْد أَبِي دَاوُدَ قَالَ الْحَافِظ بِإِسْنَادٍ حَسَن مِنْ حَدِيث جَابِر مَرْفُوعًا إِذَا تُوُفِّيَ أَحَدكُمْ فَوَجَدَ شَيْئًا فَلْيُكَفَّنْ فِي ثَوْبٍ حِبَرَة اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
الْخُلْقَان بِضَمٍّ فَسُكُون جَمْع خَلَق بِفَتْحَتَيْنِ يُقَال : ثَوْب خَلَق أَيْ بَالٍ [ فِي الْفَارِسِيَّة كهنة ] .@
الصفحة 111