كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

بِضَمِّ الْفَاء وَكَسْر الزَّاي أَيْ كَشَفَ الْفَزَع . وَأَخْرَجَ عَنْ قُلُوبهمْ فَالتَّفْزِيع إِزَالَة الْفَزَع . وَاخْتَلَفُوا فِي الْمَوْصُوفِينَ بِهَذِهِ الصِّفَة فَقَالَ قَوْم هُمْ الْمَلَائِكَة ثُمَّ اِخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ السَّبَب فَقَالَ بَعْضهمْ إِنَّمَا يُفَزَّع عَنْ قُلُوبهمْ مِنْ غَشْيَة تُصِيبهُمْ عِنْد سَمَاع كَلَام اللَّه عَزَّ وَجَلَّ اِنْتَهَى .
وَقَالَ النَّسَفِيُّ فِي الْمَدَارِك : حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبهمْ ، أَيْ كَشَفَ الْفَزَع عَنْ قُلُوب الشَّافِعِينَ وَالْمَشْفُوع لَهُمْ بِكَلِمَة يَتَكَلَّم بِهَا رَبّ الْعِزَّة فِي إِطْلَاق الْإِذْن وَفَزَع شَامِيٌّ أَيْ اللَّه تَعَالَى وَالتَّفْزِيع إِزَالَة الْفَزَع اِنْتَهَى .
وَفِي الْغَيْث : فُزِّعَ قَرَأَ الشَّامِيُّ بِفَتْحِ الْفَاء وَالزَّاي وَالْبَاقُونَ بِضَمِّ الْفَاء وَكَسْر الزَّاي مُشَدَّدَة اِنْتَهَى .
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَضَى اللَّه الْأَمْر فِي السَّمَاء ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَة بِأَجْنِحَتِهَا فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبهمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيّ الْكَبِير .
وَلِلتِّرْمِذِيِّ " إِذَا قَضَى اللَّه فِي السَّمَاء أَمْرًا ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَة بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَة عَلَى صَفْوَان ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيّ الْكَبِير "
قَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث حَسَن صَحِيح اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ بِتَمَامِهِ اِنْتَهَى .
3476 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس )
: هُوَ الْبَكْرِيّ الْبَصْرِيّ نَزِيل الْخُرَاسَانِ ، رُوِيَ عَنْ أَنَس وَالْحَسَن وَأُرْسِلَ عَنْ أُمّ سَلَمَة قَالَ الْعِجْلِيُّ ثِقَة صَدُوق ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق@

الصفحة 20