كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

مَنْ قَرَأَهَا مَلِك يَوْم الدِّين )
: أَيْ بِحَذْفِ الْأَلِف بَعْد الْمِيم
( مَرْوَان )
: بْن الْحَكَم ، وَهَذِهِ مَقُولَة لِلزُّهْرِيِّ وَفِي الدُّرّ : أَخْرَجَ وَكِيع فِي تَفْسِيره وَعَبْد بْن حُمَيْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنه عَنْ الزُّهْرِيّ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْر وَعُمَر كَانُوا يَقْرَءُونَهَا ( مَالِك يَوْم الدِّين ) : وَأَوَّل مَنْ قَرَأَهَا مَلِك بِغَيْرِ أَلِف مَرْوَان اِنْتَهَى .
قَالَ الْحَافِظ عِمَاد الدِّين بْن كَثِير فِي تَفْسِيره قَرَأَ بَعْض الْقُرَّاء ( مَلِك يَوْم الدِّين ) : وَقَرَأَ آخَرُونَ ( مَالِك ) : وَكِلَاهُمَا صَحِيح مُتَوَاتِر فِي السَّبْع ، وَيُقَال مَالِك بِكَسْرِ اللَّام وَبِإِسْكَانِهَا وَيُقَال مَلِيك أَيْضًا ، وَأَشْبَعَ نَافِع كَسْرَة الْكَاف فَقَرَأَ مَلِكِي يَوْم الدِّين . وَقَدْ رَجَّحَ كُلًّا مِنْ الْقِرَاءَتَيْنِ مُرَجِّحُونَ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى وَكِلَاهُمَا صَحِيح حَسَن .
وَرَجَّحَ الزَّمَخْشَرِيُّ مَلِك لِأَنَّهَا قِرَاءَة أَهْل الْحَرَمَيْنِ وَلِقَوْلِهِ ( لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم ) : ( قَوْله الْحَقّ وَلَهُ الْمُلْك ) : وَحُكِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَة أَنَّهُ قَرَأَ ( مَلِك يَوْم الدِّين ) : عَلَى أَنَّهُ فَعِل وَفَاعِل وَمَفْعُول وَهَذَا شَاذّ غَرِيب جِدًّا .
وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُدَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا غَرِيبًا حَيْثُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن عَدِيّ بْن الْفَضْل عَنْ أَبِي الْمُطَرِّف عَنْ اِبْن شِهَاب أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان وَمُعَاوِيَة وَابْنه يَزِيد بْن مُعَاوِيَة كَانُوا يَقْرَءُونَ ( مَالِك يَوْم الدِّين ) : قَالَ اِبْن شِهَاب وَأَوَّل مَنْ أَحْدَثَ ( مَلِك ) مَرْوَان . قُلْت مَرْوَان عِنْده عِلْم بِصِحَّةِ قَرَاءتِهِ لَمْ يَطَّلِع عَلَيْهِ اِبْن شِهَاب وَاَللَّه أَعْلَم .
وَقَدْ رُوِيَ مِنْ طُرُق مُتَعَدِّدَة أَوْرَدَهَا اِبْن مَرْدَوْيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَؤُهَا ( مَالِك يَوْم الدِّين ) : اِنْتَهَى كَلَام الْحَافِظ اِبْن كَثِير
( قَالَ@

الصفحة 32