كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

قُلْت : حَدِيث أَبِي إِسْحَاق عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَأْتِي عَنْ قَرِيب وَلَفْظه قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَنَظَرَ إِلَى اِبْنه الْحَسَن فَقَالَ : " إِنَّ اِبْنِي هَذَا سَيِّد كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبه رَجُل " إِلَخْ
( يُوَاطِئ اِسْمه اِسْمِي وَاسْم أَبِيهِ اِسْم أَبِي )
: فَيَكُون مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه وَفِيهِ رَدّ عَلَى الشِّيعَة حَيْثُ يَقُولُونَ الْمَهْدِيّ الْمَوْعُود هُوَ الْقَائِم الْمُنْتَظَر وَهُوَ مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْعَسْكَرِيّ .
( يَمْلَأ الْأَرْض )
: اِسْتِئْنَاف مُبَيِّن لِحَسَبِهِ كَمَا أَنَّ مَا قَبْله مُعَيِّن لِنَسَبِهِ أَيْ يَمْلَأ وَجْه الْأَرْض جَمِيعًا أَوْ أَرْض الْعَرَب وَمَا يَتْبَعهَا وَالْمُرَاد أَهْلهَا
( قِسْطًا )
: بِكَسْرِ الْقَاف وَتَفْسِيره قَوْله
( وَعَدْلًا )
: أَتَى بِهِمَا تَأْكِيدًا
( كَمَا مُلِئَتْ )
: أَيْ الْأَرْض قَبْل ظُهُوره
( لَا تَذْهَب )
: أَيْ لَا تَفْنَى
( أَوْ لَا تَنْقَضِي )
: شَكّ مِنْ الرَّاوِي
( حَتَّى يَمْلِك الْعَرَب )
: قَالَ فِي فَتْح الْوَدُود : خَصَّ الْعَرَب بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمْ الْأَصْل وَالْأَشْرَف اِنْتَهَى . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : لَمْ يَذْكُر الْعَجَم وَهُمْ مُرَادُونَ أَيْضًا لِأَنَّهُ إِذَا مَلَكَ الْعَرَب وَاتَّفَقَتْ كَلِمَتهمْ وَكَانُوا يَدًا وَاحِدَة قَهَرُوا سَائِر الْأُمَم ، وَيُؤَيِّدهُ حَدِيث أُمّ سَلَمَة اِنْتَهَى . وَهَذَا الْحَدِيث يَأْتِي فِي هَذَا الْبَاب . قَالَ الْقَارِي : وَيُمْكِن أَنْ يُقَال ذَكَرَ الْعَرَب لِغَلَبَتِهِمْ فِي زَمَنه أَوْ لِكَوْنِهِمْ أَشْرَف أَوْ هُوَ مِنْ بَاب الِاكْتِفَاء وَمُرَاده الْعَرَب وَالْعَجَم كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ } أَيْ وَالْبَرْد وَالْأَظْهَر أَنَّهُ اِقْتَصَرَ عَلَى ذِكْر الْعَرَب لِأَنَّهُمْ كُلّهمْ يُطِيعُونَهُ بِخِلَافِ الْعَجَم بِمَعْنَى ضِدّ الْعَرَب فَإِنَّهُ قَدْ يَقَع مِنْهُمْ خِلَاف فِي إِطَاعَته وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم اِنْتَهَى .@

الصفحة 371