كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم فِي صَحِيحه وَأَبُو دَاوُدَ فِي كِتَاب الصَّلَاة قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيِّ بْن كَعْب يَا أَبَا الْمُنْذِر أَتَدْرِي أَيّ آيَة مِنْ كِتَاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مَعَك أَعْظَم ؟ الْحَدِيث .
3490 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَنَّهُ قَرَأَ )
: أَيْ فِي سُورَة يُوسُف
( هَيْت لَك )
: بِفَتْحِ الْهَاء .
قَالَ الْبَغَوِيُّ : أَيْ هَلُمَّ وَأَقْبِلْ وَهِيَ قِرَاءَة أَهْل الْكُوفَة وَالْبَصْرَة بِفَتْحِ الْهَاء وَالتَّاء .
وَقَرَأَ أَهْل الْمَدِينَة وَالشَّام بِكَسْرِ الْهَاء وَفَتْح التَّاء . وَقَرَأَ اِبْن كَثِير بِفَتْحِ الْهَاء وَضَمِّ التَّاء .
وَقَرَأَ السُّلَمِيُّ وَقَتَادَةُ هِئْت لَك بِكَسْرِ الْهَاء وَضَمِّ التَّاء مَهْمُوزًا يَعْنِي تَهَيَّأْت لَك ، وَأَنْكَرَهُ أَبُو عَمْرو وَالْكِسَائِيّ وَقَالَا لَمْ يُحْكَ هَذَا عَنْ الْعَرَب وَالْأَوَّل هُوَ الْمَعْرُوف عِنْد الْعَرَب . قَالَ اِبْن مَسْعُود أَقْرَأَنِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( هَيْت لَك ) : قَالَ أَبُو عُبَيْدَة كَأَنَّ الْكِسَائِيّ يَقُول هِيَ لُغَة لِأَهْلِ حَوْرَان وَقَعَتْ إِلَى الْحِجَاز مَعْنَاهَا تَعَالَ . وَقَالَ عِكْرِمَة أَيْضًا بِالْحَوْرَانِيَّة هَلُمَّ .
وَقَالَ مُجَاهِد وَغَيْره هِيَ لُغَة غَرِيبَة وَهِيَ كَلِمَة حَثّ وَإِقْبَال عَلَى الشَّيْء . مَالَ أَبُو عُبَيْدَة إِنَّ الْعَرَب لَا تُثَنِّي هَيْت وَلَا تُجْمَع وَلَا تُؤَنَّث وَإِنَّهَا بِصُورَةٍ وَاحِدَة فِي كُلّ حَال اِنْتَهَى . وَفِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ ( هَيْت لَك ) : قَالَ وَإِنَّمَا نَقْرَؤُهَا كَمَا عُلِّمْنَاهَا اِنْتَهَى .
وَفِي الدُّرّ الْمَنْثُور : وَأَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق وَالْبُخَارِيّ وَابْن جَرِير وَابْن الْمُنْذِر وَابْن أَبِي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مَرْدَوْيهِ عَنْ أَبِي وَائِل قَالَ قَرَأَهَا@

الصفحة 38