كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث عَنْ أُمّ سَلَمَة : فَتَبَيَّنَ بِذَلِكَ الْمُبْهَم فِي الْإِسْنَاد الْأَوَّل وَرِجَاله رِجَال الصَّحِيحَيْنِ لَا مَطْعَن فِيهِمْ وَلَا مَغْمَز .
وَقَدْ يُقَال إِنَّهُ مِنْ رِوَايَة قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْخَلِيل وَقَتَادَةُ مُدَلِّس وَقَدْ عَنْعَنَة وَالْمُدَلِّس لَا يُقْبَل مِنْ حَدِيثه إِلَّا مَا صَرَّحَ فِيهِ بِالسَّمَاعِ ، مَعَ أَنَّ الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيح لِذِكْرِ الْمَهْدِيّ . نَعَمْ ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ ، فِي أَبْوَابه اِنْتَهَى . قُلْت : لَا شَكّ أَنَّ أَبَا دَاوُدَ يَعْلَم تَدْلِيس قَتَادَةَ بَلْ هُوَ أَعْرَف بِهَذِهِ الْقَاعِدَة مِنْ اِبْن خَلْدُون وَمَعَ ذَلِكَ سَكَتَ عَنْهُ ثُمَّ الْمُنْذِرِيُّ وَابْن الْقَيِّم لَمْ يَتَكَلَّمُوا عَلَى هَذَا الْحَدِيث ، فَعُلِمَ أَنَّ عِنْدهمْ عِلْمًا بِثُبُوتِ سَمَاع قَتَادَةَ مِنْ أَبِي الْخَلِيل لِهَذَا الْحَدِيث وَاَللَّه أَعْلَم .
3738 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( بِقِصَّةِ جَيْش الْخَسْف )
: وَفِي رِوَايَة مُسْلِم عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن الْقِبْطِيَّة قَالَ : دَخَلَ الْحَارِث بْن أَبِي رَبِيعَة وَعَبْد اللَّه بْن صَفْوَان وَأَنَا مَعَهُمَا عَلَى أُمّ سَلَمَة أُمّ الْمُؤْمِنِينَ فَسَأَلَاهَا عَنْ الْجَيْش الَّذِي يُخْسَف بِهِ وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَيَّام اِبْن الزُّبَيْر فَقَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَعُوذ عَائِذ بِالْبَيْتِ فَيُبْعَث إِلَيْهِ بَعْث فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاء مِنْ الْأَرْض خُسِفَ بِهِمْ ، فَقُلْت : يَا رَسُول اللَّه فَكَيْف بِمَنْ كَانَ كَارِهًا " إِلَخْ
( كَيْف بِمَنْ كَانَ كَارِهًا )
: أَيْ غَيْر رَاضٍ ، كَأَنْ يَكُون مُكْرَهًا أَوْ سَالِك الطَّرِيق مَعَهُمْ ، وَلَكِنْ لَا يَكُون رَاضِيًا بِمَا قَصَدُوا
( قَالَ يُخْسَف بِهِمْ )
: وَفِي رِوَايَة مُسْلِم : يُخْسَف بِهِ مَعَهُمْ وَفِي رِوَايَة أُخْرَى لِمُسْلِمٍ : " فَقُلْنَا : يَا رَسُول اللَّه إِنَّ الطَّرِيق قَدْ يَجْمَع النَّاس ، قَالَ : نَعَمْ فِيهِمْ الْمُسْتَبْصِر وَالْمَجْبُور وَابْن السَّبِيل @
الصفحة 380