كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا " قَالَ النَّوَوِيّ : أَمَّا الْمُسْتَبْصِر فَهُوَ الْمُسْتَبِين لِذَلِكَ الْقَاصِد لَهُ عَمْدًا ، وَأَمَّا الْمَجْبُور فَهُوَ الْمُكْرَه ، وَأَمَّا اِبْن السَّبِيل فَالْمُرَاد بِهِ سَالِك الطَّرِيق مَعَهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ
( وَلَكِنْ يُبْعَث )
: أَيْ الْكَارِه
( عَلَى نِيَّته )
: فَيُجَازَى عَلَى حَسْبهَا . وَفِي رِوَايَة مُسْلِم الْمَذْكُورَة بَعْد قَوْله : " يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مَصَادِر شَتَّى يَبْعَثهُمْ اللَّه عَلَى نِيَّاتهمْ " .
قَالَ النَّوَوِيّ : أَيْ يَقَع الْهَلَاك فِي الدُّنْيَا عَلَى جَمِيعهمْ وَيَصْدُرُونَ يَوْم الْقِيَامَة مَصَادِر شَتَّى يَبْعَثهُمْ اللَّه عَلَى نِيَّاتهمْ " .
قَالَ النَّوَوِيّ : أَيْ يَقَع الْهَلَاك فِي الدُّنْيَا عَلَى جَمِيعهمْ وَيَصْدُرُونَ يَوْم الْقِيَامَة مَصَادِر شَتَّى ، أَيْ يُبْعَثُونَ مُخْتَلِفِينَ عَلَى قَدْر نِيَّاتهمْ فَيُجَازَوْنَ بِحَسْبِهَا . قَالَ : وَفِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّ مَنْ كَثَّرَ سَوَاد قَوْم جَرَى عَلَيْهِ حُكْمهمْ فِي ظَاهِر عُقُوبَات الدُّنْيَا .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم .
3739 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَحُدِّثْت )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( إِنَّ اِبْنِي هَذَا )
: إِشَارَة إِلَى تَخْصِيص الْحَسَن لِئَلَّا يُتَوَهَّم أَنَّ الْمُرَاد هُوَ الْحُسَيْن أَوْ الْحَسَن
( كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: أَيْ بِقَوْلِهِ : إِنَّ اِبْنِي هَذَا سَيِّد وَلَعَلَّ اللَّه أَنْ يُصْلِح بِهِ بَيْن فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ
( مِنْ صُلْبه )
: أَيْ مِنْ ذُرِّيَّته
( يُشْبِههُ فِي الْخُلُق )
: بِضَمِّ الْخَاء وَاللَّام وَتُسَكَّن
( وَلَا يُشْبِههُ فِي الْخَلْق )
: بِفَتْحِ الْخَاء وَسُكُون اللَّام ، أَيْ يُشْبِههُ فِي السِّيرَة ، وَلَا يُشْبِههُ فِي الصُّورَة .@
الصفحة 381