كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَى أَبِي إِسْمَاعِيل الْهَرَوِيِّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يَزِيد حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الْقَرَّاب حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ بْن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد بْن يَاسِين حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْن زَنْجَوَيْهِ سَمِعْت أَحْمَد بْن حَنْبَل يَقُول يُرْوَى فِي الْحَدِيث عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ اللَّه يَمُنّ عَلَى أَهْل دِينه فِي رَأْس كُلّ مِائَة سَنَة بِرَجُلٍ مِنْ أَهْل بَيْتِي يُبَيِّن لَهُمْ أَمْر دِينهمْ " وَإِنِّي نَظَرْت فِي مِائَة سَنَة فَإِذَا هُوَ رَجُل مِنْ آل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ، وَفِي رَأْس الْمِائَة الثَّانِيَة فَإِذَا هُوَ مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الشَّافِعِيّ .
وَقَالَ اِبْن عَدِيّ : سَمِعْت مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن يَقُول : سَمِعْت أَصْحَابنَا يَقُولُونَ : كَانَ فِي الْمِائَة الْأُولَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ، وَفِي الثَّانِيَة مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الشَّافِعِيّ . وَقَدْ سَبَقَ أَحْمَد وَمَنْ تَابَعَهُ إِلَى عَدّ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز فِي الْمِائَة الْأُولَى الزُّهْرِيّ فَأَخْرَجَ الْحَاكِم مِنْ طَرِيق أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وَهْب عَقِب رِوَايَته عَنْ عَمّه عَنْ سَعِيد بْن أَبِي أَيُّوب لِلْحَدِيثِ الْمَذْكُور ، قَالَ اِبْن أَخِي اِبْن وَهْب قَالَ عَمِّي عَنْ يُونُس عَنْ الزُّهْرِيّ أَنَّهُ قَالَ : فَلَمَّا كَانَ فِي رَأْس الْمِائَة مَنَّ اللَّه عَلَى هَذِهِ الْأُمَّة بِعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز . قَالَ الْحَافِظ بْن حَجَر : وَهَذَا يُشْعِر بِأَنَّ الْحَدِيث كَانَ مَشْهُورًا فِي ذَلِكَ الْعَصْر فَفِيهِ تَقْوِيَة لِلسَّنَدِ الْمَذْكُور مَعَ أَنَّهُ قَوِيّ لِثِقَةِ رِجَاله . قَالَ وَقَالَ الْحَاكِم : سَمِعْت أَبَا الْوَلِيد حَسَّان بْن مُحَمَّد الْفَقِيه يَقُول غَيْر مَرَّة : سَمِعْت شَيْخًا مِنْ أَهْل الْعِلْم يَقُول لِأَبِي الْعَبَّاس بْن سُرَيْح يَقُول : أَبْشِرْ أَيّهَا الْقَاضِي فَإِنَّ اللَّه مَنَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز عَلَى رَأْس الْمِائَة فَأَظْهَرَ كُلّ سُنَّة وَأَمَاتَ كُلّ بِدْعَة ، وَمَنَّ اللَّه عَلَى رَأْس الْمِائَتَيْنِ بِالشَّافِعِيِّ حَتَّى أَظْهَرَ السُّنَّة وَأَخْفَى الْبِدْعَة ، مَنَّ اللَّه عَلَى رَأْس الثَّلَاثمِائَةِ بِك . اِنْتَهَى .@
الصفحة 388