كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

عَبْد اللَّه ( هَيْتَ لَك ) : بِفَتْحِ الْهَاء وَالتَّاء فَقُلْنَا إِنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَهَا ( هِيت لَك ) فَقَالَ دَعُونِي فَإِنِّي أَقْرَأُ كَمَا أُقْرِئْت أَحَبُّ إِلَيَّ .
وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير وَالْحَاكِم وَصَحَّحَهُ عَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَرَأَ ( هَيْتَ لَك ) يَنْصِب الْهَاء وَالتَّاء وَلَا يَهْمِز . وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدَة وَابْن الْمُنْذِر وَأَبُو الشَّيْخ عَنْ يَحْيَى بْن وَثَّاب أَنَّهُ قَرَأَهَا ( هِيت لَك ) يَعْنِي بِكَسْرِ الْهَاء وَضَمِّ التَّاء يَعْنِي تَهَيَّأْت لَك .
وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدَة وَابْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَرَأَ : ( هِئْت لَك ) مَكْسُورَة الْهَاء مَضْمُومَة التَّاء مَهْمُوزَة قَالَ تَهَيَّأْت لَك .
وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير وَابْن الْمُنْذِر عَنْ أَبِي وَائِل أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ ( هِئْت لَك ) رَفَعَ أَيْ تَهَيَّأْت لَك .
وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير عَنْ عِكْرِمَة عَنْ زِرّ بْن حُبَيْشٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ ( هَيْتَ لَك ) : نَصْبًا أَيْ هَلُمَّ لَك . وَقَالَ أَبُو عُبَيْد كَذَلِكَ كَانَ الْكِسَائِيّ يَحْكِيهَا قَالَ هِيَ لُغَة لِأَهْلِ نَجْد وَقَعَتْ إِلَى الْحِجَاز مَعْنَاهَا تَعَالَهْ . وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْد وَابْن الْمُنْذِر عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَامِر الْيَحْصُبِيّ أَنَّهُ قَرَأَ هِيتَ لَك بِكَسْرِ الْهَاء وَفَتْح التَّاء اِنْتَهَى .
قُلْت : أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيّ مُخْتَصَرًا وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَبْد الرَّزَّاق كَمَا قَالَهُ الْحَافِظَانِ بْن كَثِير وَابْن حَجَر عَنْ الثَّوْرِيّ عَنْ الْأَعْمَش بِلَفْظِ إِنِّي سَمِعْت الْقِرَاءَة فَسَمِعْتهمْ مُتَقَارِبَيْنِ فَاقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّع وَالِاخْتِلَاف فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ الرَّجُل هَلُمَّ وَتَعَالَ ، ثُمَّ قَرَأَ وَقَالَتْ ( هَيْت لَك ) : فَقُلْت إِنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَهَا ( هِيتَ لَك ) : قَالَ لَأَنْ أَقْرَأهَا كَمَا عُلِّمْت أَحَبُّ إِلَيَّ . وَكَذَا أَخْرَجَهُ اِبْن مَرْدَوْيهِ مِنْ طَرِيق طَلْحَة اِبْن مُصَرِّف عَنْ أَبِي وَائِل أَنَّ اِبْن مَسْعُود قَرَأَهَا ( هَيْتَ لَك ) : بِالْفَتْحِ .@

الصفحة 39