كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
الْمُوَحَّدَة اِبْن أَبِي النَّجَاشِيّ خَادِم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَوَى عَنْهُ جُبَيْر بْن نُفَيْر وَغَيْره يُعَدّ فِي الشَّامِيِّينَ ذَكَرَهُ مُؤَلِّف الْمِشْكَاة وَفِي التَّهْذِيب ، وَيُقَال بِالْمِيمِ بَدَل الْمُوَحَّدَة اِنْتَهَى . قُلْت : كَذَلِكَ فِي اِبْن مَاجَهْ بِالْمِيمِ بَدَل الْمُوَحَّدَة وَوَقَعَ فِي بَعْض النُّسَخ أَوْ قَالَ : ذِي مِخْمَر الشَّكّ مِنْ أَبِي دَاوُدَ يَعْنِي شَكّ أَبُو دَاوُدَ الْمُؤَلِّف فِي أَنَّهُ قَالَ : ذِي مِخْبَر بِالْمُوَحَّدَةِ أَوْ قَالَ : ذِي مِخْمَر بِالْمِيمِ بَدَل الْمُوَحَّدَة
( فَسَأَلَهُ جُبَيْر عَنْ الْهُدْنَة )
: أَيْ الْهُدْنَة الَّتِي يَكُون بَيْن الْمُسْلِمِينَ وَبَيْن الرُّوم كَمَا أَخْبَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ : " تَكُون بَيْنكُمْ وَبَيْن بَنِي الْأَصْفَر هُدْنَة فَيَغْدِرُونَ بِكَمْ " رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ فَاللَّام فِي الْهُدْنَة لِلْعَهْدِ أَوْ بِحَذْفِ الزَّوَائِد
( آمِنًا )
: أَيْ ذَا أَمْن فَالصِّيغَة لِلنِّسْبَةِ أَوْ جُعِلَ آمِنًا لِلنِّسْبَةِ الْمَجَازِيَّة
( فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ )
: أَيْ فَتُقَاتِلُونَ أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ
( وَهُمْ )
أَيْ الرُّوم الْمُصَالِحُونَ مَعَكُمْ
( عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ )
: أَيْ مِنْ خَلْفكُمْ . وَقَالَ السِّنْدِيُّ فِي حَاشِيَة اِبْن مَاجَهْ : أَيْ عَدُوًّا آخَرِينَ بِالْمُشَارَكَةِ وَالِاجْتِمَاع بِسَبَبِ الصُّلْح الَّذِي بَيْنكُمْ وَبَيْنهمْ ، أَوْ أَنْتُمْ تَغْزُونَ عَدُوّكُمْ وَهُمْ يَغْزُونَ عَدُوّهُمْ بِالِانْفِرَادِ اِنْتَهَى .
قُلْت : الِاحْتِمَال الْأَوَّل هُوَ الظَّاهِر
( فَتُنْصَرُونَ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( وَتَغْنَمُونَ )
: بِصِيغَةِ الْمَعْلُوم أَيْ الْأَمْوَال
( وَتَسْلَمُونَ )
: مِنْ السَّلَامَة أَيْ تَسْلَمُونَ مِنْ الْقَتْل وَالْجَرْح فِي الْقِتَال
( ثُمَّ تَرْجِعُونَ )
: أَيْ مِنْ عَدُوّكُمْ
( حَتَّى تَنْزِلُوا )
: أَيْ أَنْتُمْ وَأَهْل الرُّوم
( بِمَرْجٍ )
: بِفَتْحٍ فَسُكُون وَآخِره جِيم أَيْ الْمَوْضِع الَّذِي تَرْعَى فِيهِ الدَّوَابّ قَالَهُ السِّنْدِيُّ .@
الصفحة 398