كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
الْكُفْر وَأُمَم الضَّلَالَة أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ أَيْ يَدْعُو بَعْضهمْ بَعْضًا إِلَى الِاجْتِمَاع لِقِتَالِكُمْ وَكَسْر شَوْكَتكُمْ لِيَغْلِبُوا عَلَى مَا مَلَكْتُمُوهَا مِنْ الدِّيَار ، كَمَا أَنَّ الْفِئَة الْآكِلَة يَتَدَاعَى بَعْضهمْ بَعْضًا إِلَى قَصْعَتهمْ الَّتِي يَتَنَاوَلُونَهَا مِنْ غَيْر مَانِع فَيَأْكُلُونَهَا صَفْوًا مِنْ غَيْر تَعَب اِنْتَهَى
( وَمِنْ قِلَّة )
: خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف وَقَوْله
( نَحْنُ يَوْمَئِذٍ )
: مُبْتَدَأ وَخَبَر صِفَة لَهَا أَيْ أَنَّ ذَلِكَ التَّدَاعِي لِأَجْلِ قِلَّة نَحْنُ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ
( كَثِير )
: أَيْ عَدَدًا وَقَلِيل مَدَدًا
( وَلَكِنَّكُمْ غُثَّاء كَغُثَّاء السَّيْل )
: بِالضَّمِّ وَالْمَدّ وَبِالتَّشْدِيدِ أَيْضًا مَا يَحْمِلهُ السَّيْل مِنْ زَبَد وَوَسَخ شَبَّهَهُمْ بِهِ لِقِلَّةِ شَجَاعَتهمْ وَدَنَاءَة قَدْرهمْ
( وَلَيَنْزَعَنَّ )
: أَيْ لَيُخْرِجَنَّ
( الْمَهَابَة )
: أَيْ الْخَوْف وَالرُّعْب
( وَلَيَقْذِفَنَّ )
: بِفَتْحِ الْيَاء أَيْ وَلَيَرْمِيَنَّ اللَّه
( الْوَهْن )
: أَيْ الضَّعْف ، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِالْوَهْنِ مَا يُوجِبهُ وَلِذَلِكَ فَسَّرَهُ بِحُبِّ الدُّنْيَا وَكَرَاهَة الْمَوْت قَالَهُ الْقَارِي
( وَمَا الْوَهْن )
: أَيْ مَا يُوجِبهُ وَمَا سَبَبه .
قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّه : سُؤَال عَنْ نَوْع الْوَهْن أَوْ كَأَنَّهُ أَرَادَ مِنْ أَيّ وَجْه يَكُون ذَلِكَ الْوَهْن
( قَالَ حُبّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَة الْمَوْت )
: وَهُمَا مُتَلَازِمَانِ فَكَأَنَّهُمَا شَيْء وَاحِد يَدْعُوهُمْ إِلَى إِعْطَاء الدَّنِيَّة فِي الدِّين مِنْ الْعَدُوّ الْمُبِين ، وَنَسْأَل اللَّه الْعَافِيَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : أَبُو عَبْد السَّلَام هَذَا هُوَ صَالِح بْن رُسْتُم الْهَاشِمِيّ الدِّمَشْقِيّ سُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِم فَقَالَ : مَجْهُول لَا نَعْرِفهُ .@
الصفحة 405