كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
: بِضَمِّ الْمِيم وَفَتْح الرَّاء الْمُخَفَّفَة الْمُجَلَّدَة طَبَقًا فَوْق طَبَق ، وَقِيلَ هِيَ الَّتِي أُلْبِسَتْ طِرَاقًا أَيْ جِلْدًا يَغْشَاهَا ، وَقِيلَ هِيَ اِسْم مَفْعُول مِنْ الْإِطْرَاق وَهُوَ جَعْل الطِّرَاق بِكَسْرِ الطَّاء أَيْ الْجِلْد عَلَى وَجْه التُّرْس ذَكَرَهُ الْقَارِي .
وَقَالَ النَّوَوِيّ : الْمُطْرَقَة بِإِسْكَانِ الطَّاء وَتَخْفِيف الرَّاء هَذَا الْفَصِيح الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة وَفِي كُتُب اللُّغَة وَالْغَرِيب ، وَحُكِيَ فَتْح الطَّاء وَتَشْدِيد الرَّاء وَالْمَعْرُوف الْأَوَّل . قَالَ وَمَعْنَاهُ تَشْبِيه وُجُوه التُّرْك فِي عَرْضهَا وَنُتُوء وَجَنَاتهَا بِالتُّرْسَةِ الْمُطْرَقَة اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْقَارِي : شَبَّهَ وُجُوههمْ بِالتُّرْسِ لِتَبَسُّطِهَا وَتَدْوِيرهَا وَبِالْمُطْرَقَةِ لِغِلَظِهَا وَكَثْرَة لَحْمهَا اِنْتَهَى
( يَلْبَسُونَ الشَّعْر )
: زَادَ فِي رِوَايَة مُسْلِم وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْر . قَالَ النَّوَوِيّ : مَعْنَاهُ يَنْتَعِلُونَ الشَّعْر كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى نِعَالهمْ الشَّعْر .
وَقَدْ وُجِدُوا فِي زَمَاننَا هَكَذَا اِنْتَهَى . قُلْت : رِوَايَة مُسْلِم بِلَفْظِ يَلْبَسُونَ الشَّعْر وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْر تَدُلّ دَلَالَة وَاضِحَة عَلَى أَنَّهُ يَكُون لِبَاسهمْ أَيْضًا مِنْ الشَّعْر كَمَا أَنَّ نِعَالهمْ تَكُون مِنْ الشَّعْر وَهُوَ الظَّاهِر لِمَا فِي بِلَادهمْ مِنْ ثَلْج عَظِيم لَا يَكُون فِي غَيْرهَا عَلَى مَا قَالَ اِبْن دِحْيَة وَغَيْره . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
3750 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رِوَايَة )
: أَيْ مَرْفُوعًا
( قَالَ اِبْن السَّرْح إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ )
: مَقْصُود الْمُؤَلِّف بَيَان مَا وَقَعَ فِي رِوَايَة قُتَيْبَة وَابْن السَّرْح مِنْ الِاخْتِلَاف وَهُوَ أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَة قُتَيْبَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رِوَايَة : لَا تَقُوم السَّاعَة إِلَخْ ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن السَّرْح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَا تَقُوم@
الصفحة 411