كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

( يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا )
: أَيْ يَتَّخِذُونَ بِلَادًا وَالتَّمْصِير اِتِّخَاذ الْمِصْر
( وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا )
: أَيْ مِنْ الْأَمْصَار
( فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْت بِهَا أَوْ دَخَلْتهَا )
: أَوْ لِلتَّنْوِيعِ لَا لِلشَّكِّ
( فَإِيَّاكَ وَسِبَاخهَا )
: أَيْ فَاحْذَرْ سِبَاخهَا وَهُوَ بِكَسْرِ السِّين جَمْع سَبِخَة بِفَتْحٍ فَكَسْر أَيْ أَرْض ذَات مِلْح . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : هِيَ الْأَرْض الَّتِي تَعْلُوهَا الْمُلُوحَة وَلَا تَكَاد تُنْبِت إِلَّا بَعْض الشَّجَر
( وَكِلَاءَهَا )
: كَكِتَابِ مَوْضِع بِالْبَصْرَةِ قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود . و قَالَ الْقَارِي : بِفَتْحِ الْكَاف وَتَشْدِيد اللَّام مَمْدُودًا مَوْضِع بِالْبَصْرَةِ اِنْتَهَى .
قَالَ الْحَافِظ بْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة : الْكَلَّاء بِالتَّشْدِيدِ وَالْمَدّ الْمَوْضِع الَّذِي تُرْبَط فِيهِ السُّفُن وَمِنْهُ سُوق الْكَلَّاء بِالْبَصْرَةِ اِنْتَهَى
( وَسُوقهَا )
: إِمَّا لِحُصُولِ الْغَفْلَة فِيهَا أَوْ لِكَثْرَةِ اللَّغْو بِهَا أَوْ فَسَاد الْعُقُود وَنَحْوهَا
( وَبَاب أُمَرَائِهَا )
: أَيْ لِكَثْرَةِ الظُّلْم الْوَاقِع بِهَا
( وَعَلَيْك بِضَوَاحِيهَا )
: جَمْع الضَّاحِيَة وَهِيَ النَّاحِيَة الْبَارِزَة لِلشَّمْسِ ، وَقِيلَ الْمُرَاد بِهَا جِبَالهَا ، وَهَذَا أَمْر بِالْعُزْلَةِ ، فَالْمَعْنَى اِلْزَمْ نَوَاحِيهَا
( فَإِنَّهُ يَكُون بِهَا )
: أَيْ بِالْمَوَاضِعِ الْمَذْكُورَة
( خَسْف )
: أَيْ ذَهَاب فِي الْأَرْض وَغَيْبُوبَة فِيهَا
( وَقَذْف )
: أَيْ رِيح شَدِيدَة بَارِدَة أَوْ قَذْف الْأَرْض الْمَوْتَى بَعْد دَفْنهَا أَوْ رَمْي أَهْلهَا بِالْحِجَارَةِ بِأَنْ تُمْطِر عَلَيْهِمْ قَالَهُ الْقَارِي قُلْت : الظَّاهِر الْمُنَاسِب هَاهُنَا هُوَ الْمَعْنَى الْأَخِير كَمَا لَا يَخْفَى
( وَرَجْف )
: أَيْ زَلْزَلَة شَدِيدَة
( وَقَوْم )
: أَيْ فِيهَا قَوْم
( يَبِيتُونَ )
: أَيْ طَيِّبِينَ
( يُصْبِحُونَ قِرَدَة وَخَنَازِير )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : الْمُرَاد بِهِ الْمَسْخ وَعَبَّرَ عَنْهُ بِمَا هُوَ أَشْنَع اِنْتَهَى . وَقِيلَ فِي هَذَا إِشَارَة إِلَى أَنَّ بِهَا قَدَرِيَّة لِأَنَّ الْخَسْف وَالْمَسْخ إِنَّمَا يَكُون فِي هَذِهِ الْأُمَّة لِلْمُكَذِّبِينَ بِالْقَدَرِ .@

الصفحة 420