كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غُرْفَة وَنَحْنُ نَتَذَاكَر السَّاعَة ، فَقَالَ : لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى يَكُون عَشْر آيَات : طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا وَالدَّجَّال وَالدُّخَان وَالدَّابَّة وَيَأْجُوج وَمَأْجُوج وَخُرُوج عِيسَى ابْن مَرْيَم وَثَلَاث خُسُوفَات خَسْف بِالْمَشْرِقِ وَخَسْف بِالْمَغْرِبِ وَخَسْف بِجَزِيرَةِ الْعَرَب ، وَنَار تَخْرُج مِنْ قَعْر عَدَن أَبْيَن تَسُوق النَّاس إِلَى الْمَحْشَر تَبِيت مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا وَتَقِيل مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا " خَرَّجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حَسَن . وَفِي رِوَايَة : الدُّخَان وَالدَّجَّال وَالدَّابَّة وَطُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا وَنُزُول عِيسَى ابْن مَرْيَم وَثَلَاث خُسُوفَات خَسْف بِالْمَشْرِقِ وَخَسْف بِالْمَغْرِبِ وَخَسْف بِجَزِيرَةِ الْعَرَب وَآخِر ذَلِكَ نَار يَخْرُج مِنْ الْيَمَن تَطْرُد النَّاس إِلَى مَحْشَرهمْ .
وَفِي الْبُخَارِيّ عَنْ أَنَس قَالَ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَّل أَشْرَاط السَّاعَة أَنْ تُحْشَر النَّاس مِنْ الْمَشْرِق إِلَى الْمَغْرِب " .
وَفِي مُسْلِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ : " حَفِظْت مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : أَوَّل الْآيَات خُرُوجًا طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا وَخُرُوج الدَّابَّة عَلَى النَّاس ضُحًى وَأَيَّتهمَا مَا كَانَتْ قَبْل صَاحِبَتهَا فَالْأُخْرَى عَلَى أَثَرهَا قَرِيبًا مِنْهَا " وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة مَرْفُوعًا " ثُمَّ قَالَ : صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنِّي أَنْظُر إِلَى حَبَشِيّ الْحَدِيث " .
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : جَاءَتْ هَذِهِ الْآيَات فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث مَجْمُوعَة غَيْر مُرَتَّبَة مَا عَدَا حَدِيث حُذَيْفَة الْمَذْكُور أَوَّلًا ، فَإِنَّ التَّرْتِيب فِيهِ بِثُمَّ وَلَيْسَ الْأَمْر كَذَلِكَ عَلَى مَا سَنُبَيِّنُهُ ، وَقَدْ جَاءَ تَرْتِيبهَا مِنْ حَدِيث حُذَيْفَة أَيْضًا قَالَ : " كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غُرْفَة وَنَحْنُ فِي أَسْفَل مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ : مَا تَذْكُرُونَ ؟ قُلْنَا : السَّاعَة ، قَالَ : إِنَّ السَّاعَة لَا تَكُون حَتَّى تَرَوْا عَشْر آيَات : خَسْف بِالْمَشْرِقِ وَخَسْف بِالْمَغْرِبِ وَخَسْف بِجَزِيرَةِ الْعَرَب ، وَالدُّخَان وَالدَّجَّال وَدَابَّة الْأَرْض وَيَأْجُوج@

الصفحة 431