كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

ثِقَتَانِ ، وَذَكَرَا فِي حَدِيثهمَا عَنْ الْفُرَات ذِكْر نُزُول عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام مُتَّصِلًا مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَللَّه أَعْلَم .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَفِي لَفْظ مُسْلِم مَوْضِع نُزُول عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام وَرِيح تُلْقِي النَّاس فِي الْبَحْر وَأَخْرَجَهُ هَكَذَا مِنْ كَلَام حُذَيْفَة مَوْقُوفًا لَا يَذْكُر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَفِي لَفْظ التِّرْمِذِيّ وَالْعَاشِرَة إِمَّا رِيح تَطْرَحهُمْ فِي الْبَحْر وَإِمَّا نُزُول عِيسَى ابْن مَرْيَم وَلَفْظ النَّسَائِيِّ يَخْرُج مِنْ قَعْر عَدَن أَبْيَن ، وَأَسِيد بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَكَسْر السِّين الْمُهْمَلَة وَبَعْدهَا يَاء آخِر الْحُرُوف سَاكِنَة وَدَال مُهْمَلَة .
3758 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَرَآهَا )
: أَيْ الشَّمْس طَالِعَة مِنْ مَغْرِبهَا
( آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا )
: أَيْ مَنْ عَلَى الْأَرْض وَهِيَ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مَذْكُورَة فِي الْحَدِيث لَكِنَّهُ يُفْهَم مِنْ السِّيَاق
( فَذَاكَ حِين لَا يَنْفَع نَفْسًا إِيمَانهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْل )
: الْجُمْلَة صِفَة نَفْس
( أَوْ )
: نَفْسًا لَمْ تَكُنْ
( كَسَبَتْ فِي إِيمَانهَا خَيْرًا )
طَاعَة أَيْ لَا تَنْفَعهَا تَوْبَتهَا كَمَا فِي الْحَدِيث ، كَذَا فِي تَفْسِير الْجَلَالَيْنِ . وَقَالَ الشَّيْخ سُلَيْمَان الْجَمَل قَوْله ( لَا يَنْفَع نَفْسًا ) : أَيْ نَفْسًا كَافِرَة أَوْ مُؤْمِنَة عَاصِيَة ، وَيَكُون قَوْله ( لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ ) : رَاجِعًا لِلْأُولَى ، وَقَوْله ( أَوْ كَسَبَتْ ) : رَاجِعًا لِلثَّانِيَةِ ، وَيَكُون التَّقْدِير لَا يَنْفَع نَفْسًا إِيمَانهَا وَلَا تَوْبَتهَا مِنْ الْمَعَاصِي فَفِي الْكَلَام حَذْف دَلَّ عَلَيْهِ قَوْله أَوْ كَسَبَتْ وَيَكُون فَاعِل لَا يَنْفَع أَمْرَانِ حُذِفَ مِنْهُمَا وَاحِد وَقَدْ أَشَارَ الشَّارِح لِلْحَذْفِ بِقَوْلِهِ أَيْ لَا تَنْفَعهَا تَوْبَتهَا وَقَالَ : @

الصفحة 435