كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
لِلْإِشَارَةِ إِلَى كَثْرَته اِنْتَهَى . وَقَالَ الْقَارِي : الظَّاهِر أَنَّ الْقَضِيَّة مُتَّحِدَة وَالرِّوَايَة مُتَعَدِّدَة فَالْمَعْنَى عَنْ كَنْز عَظِيم مِقْدَار جَبَل مِنْ ذَهَب وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون هَذَا غَيْر الْأَوَّل وَيَكُون الْجَبَل مَعْدِنًا مِنْ ذَهَب اِنْتَهَى . قُلْت : هَذَا الِاحْتِمَال غَيْر ظَاهِر وَالظَّاهِر هُوَ الْأَوَّل بَلْ هُوَ الْمُتَعَيِّن .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَاف : حَدِيث " يُوشِك الْفُرَات أَنْ يَحْسِر عَنْ كَنْز مِنْ ذَهَب " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْفِتَن وَمُسْلِم فِيهِ وَأَبُو دَاوُدَ فِي الْمَلَاحِم ، وَالتِّرْمِذِيّ فِي صِفَة الْجَنَّة وَقَالَ : حَسَن صَحِيح اِنْتَهَى .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
هُوَ فَعَّال بِفَتْحِ أَوَّله وَالتَّشْدِيد مِنْ الدَّجْل وَهُوَ التَّغْطِيَة ، وَسُمِّيَ الْكَذَّاب دَجَّالًا لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْحَقّ بِبَاطِلِهِ . وَقَالَ اِبْن دُرَيْد : سُمِّيَ دَجَّالًا لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْحَقّ بِالْكَذِبِ ، وَقِيلَ لِضَرْبِهِ نَوَاحِي الْأَرْض ، يُقَال : دَجَلَ مُخَفَّفًا وَمُشَدَّدًا إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ ، وَقِيلَ بَلْ قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْأَرْض فَرَجَعَ إِلَى الْأَوَّل . وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة : اُخْتُلِفَ فِي تَسْمِيَته دَجَّالًا عَلَى عَشَرَة أَقْوَال .
3760 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ رِبْعِيّ )
: بِكَسْرِ الرَّاء وَسُكُون الْمُوَحَّدَة وَكَسْر الْعَيْن الْمُهْمَلَة اِسْم بِلَفْظِ النَّسَب
( بْن حِرَاش )
: بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَآخِره مُعْجَمَة
( اِجْتَمَعَ حُذَيْفَة )
: هُوَ اِبْن مُحَاجّ
( وَأَبُو مَسْعُود )
: أَيْ الْأَنْصَارِيّ
( لِأَنَّا بِمَا مَعَ الدَّجَّال أَعْلَم مِنْهُ )
: يَحْتَمِل أَنَّ الضَّمِير لِلدَّجَّالِ فَهَذَا مَبْنِيّ عَلَى أَنَّ الدَّجَّال لَا يَعْلَم بَاطِن أَمْر الْمَاء وَالنَّار كَمَا يَعْلَم حُذَيْفَة وَيَحْتَمِل أَنَّهُ لِأَبِي مَسْعُود بِنَاء عَلَى ظَنّ حُذَيْفَة أَنَّهُ مَا سَمِعَ هَذَا الْحَدِيث ثُمَّ ذَكَرَ@
الصفحة 438