كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
وَحَذَّرَ عَنْهُ وَتَعَوَّذَ مِنْ فِتْنَته ، فَيَكُون مَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَات وَتَدَبَّرَهَا وَوَقَفَ عَلَى مَعْنَاهَا حَذِرَهُ فَأَمِنَ مِنْهُ . وَقِيلَ : ذَلِكَ مِنْ خَصَائِص هَذِهِ السُّورَة كُلّهَا ، فَقَدْ رُوِيَ : " مَنْ حَفِظَ سُورَة الْكَهْف ثُمَّ أَدْرَكَهُ الدَّجَّال لَمْ يُسَلَّط عَلَيْهِ " ، وَعَلَى هَذَا يَجْتَمِع رِوَايَة مَنْ رَوَى أَوَّل سُورَة الْكَهْف مَعَ مَنْ رَوَى مِنْ آخِرهَا ، وَيَكُون ذِكْر الْعَشْر عَلَى جِهَة الِاسْتِدْرَاج فِي حِفْظهَا كُلّهَا . اِنْتَهَى كَلَام السُّيُوطِيّ .
قُلْت : وَعَلَى هَذَا يَجْتَمِع أَيْضًا رِوَايَة عَشْر آيَات مَعَ مَنْ رَوَى ثَلَاث آيَات كَمَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ ، فَلَفْظ مُسْلِم : " مَنْ حَفِظَ عَشْر آيَات مِنْ أَوَّل سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّال " وَفِي لَفْظ " مِنْ آخِر الْكَهْف " وَفِي لَفْظ " مِنْ أَوَّل الْكَهْف " .
3766 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَعْنِي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام )
هَذَا تَفْسِير لِلضَّمِيرِ الْمَجْرُور فِي " بَيْنه " مِنْ بَعْض الرُّوَاة
( نَبِيّ )
: اِسْم مُؤَخَّر لِلَيْسَ . قَالَ السُّيُوطِيُّ فِي مِرْقَاة الصُّعُود : أَوْ الْحَدِيث عِنْد أَحْمَد : " الْأَنْبِيَاء إِخْوَة لِعَلَّاتٍ ، أُمَّهَاتهمْ شَتَّى وَدِينهمْ وَاحِد ، وَإِنِّي أَوْلَى النَّاس بِعِيسَى ابْن مَرْيَم . لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنه نَبِيّ " اِنْتَهَى .
وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ فِي بَاب التَّخْيِير بَيْن الْأَنْبِيَاء مِنْ كِتَاب السُّنَّة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " أَنَا أَوْلَى النَّاس بِابْنِ مَرْيَم ، الْأَنْبِيَاء أَوْلَاد عَلَّات وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنه نَبِيّ " .@
الصفحة 453