كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

قَالَ النَّوَوِيّ : فَلَيْسَ بِإِسْقَاطِ الْجِزْيَة نَسْخ لِمَا تُقُرِّرَ بِشَرِيعَتِنَا لِأَنَّهُ مُقَيَّد بِأَنَّهَا تَسْتَمِرّ إِلَى نُزُوله فَتُوضَع . فَنَبِيّنَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ غَايَة اِسْتِمْرَارهَا ، فَلَا نَسْخ لِشَرِيعَتِهِ بَلْ هُوَ عَمَل بِمَا بَيَّنَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . كَذَا فِي مِرْقَاة الصُّعُود .
( وَيُهْلِك )
: مِنْ الْإِهْلَاك ، أَيْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام
( الْمَسِيحَ الدَّجَّال )
: مَفْعُول يُهْلِك . زَادَ أَحْمَد : ثُمَّ تَقَع الْأَمَنَة عَلَى الْأَرْض حَتَّى تَرْتَع الْأُسْد مَعَ الْإِبِل وَالنِّمَار مَعَ الْبَقَر وَالذِّئَاب مَعَ الْغَنَم وَتَلْعَب الصِّبْيَان بِالْحَيَّاتِ
( فَيَمْكُث )
: أَيْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام
( فِي الْأَرْض أَرْبَعِينَ سَنَة )
: قَالَ الْحَافِظ عِمَاد الدِّين بْن كَثِير : وَيُشْكِل بِمَا فِي رِوَايَة مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ يَمْكُث فِي الْأَرْض سَبْع سِنِينَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تُحْمَلَ هَذِهِ السَّبْع عَلَى مُدَّة إِقَامَته بَعْد نُزُوله فَيَكُون ذَلِكَ مُضَافًا لِمُكْثِهِ بِهَا قَبْل رَفْعه إِلَى السَّمَاء ، فَعُمْره إِذْ ذَاكَ ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سَنَة بِالْمَشْهُورِ . اِنْتَهَى .
وَفِي فَتْح الْبَارِي فِي كِتَاب الْأَنْبِيَاء : وَعِنْد أَحْمَد مِنْ حَدِيث عَائِشَة : وَيَمْكُث عِيسَى فِي الْأَرْض أَرْبَعِينَ سَنَة . وَرَوَى مُسْلِم مِنْ حَدِيث اِبْن عَمْرو فِي مُدَّة إِقَامَة عِيسَى بِالْأَرْضِ بَعْد نُزُوله أَنَّهَا سَبْع سِنِينَ . وَرَوَى نُعَيْم بْن حَمَّاد فِي كِتَاب الْفِتَن مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس أَنَّ عِيسَى إِذْ ذَاكَ يَتَزَوَّج فِي الْأَرْض وَيُقِيم بِهَا تِسْع عَشْرَة سَنَة . وَبِإِسْنَادٍ فِيهِ مُبْهَم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِهَا أَرْبَعِينَ سَنَة . وَرَوَى أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيح مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّحْمَن بْن آدَم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مِثْله مَرْفُوعًا . اِنْتَهَى .
( ثُمَّ يُتَوَفَّى )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول . قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بْن عَسَاكِر : يُتَوَفَّى بِطَيْبَةَ فَيُصَلَّى عَلَيْهِ هُنَالِكَ وَيُدْفَن بِالْحُجْرَةِ النَّبَوِيَّة . وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ @

الصفحة 456