كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

عَبْد اللَّه بْن سَلَام : مَكْتُوب فِي التَّوْرَاة صِفَة مُحَمَّد وَعِيسَى ابْن مَرْيَم يُدْفَن مَعَهُ . كَذَا فِي مِرْقَاة الصُّعُود .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : عَبْد الرَّحْمَن بْن آدَم هَذَا أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه حَدِيثًا عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه وَهُوَ بَصْرِيّ يُقَال فِيهِ اِبْن بُرْثُن بِضَمِّ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَتَسْكِين الرَّاء الْمُهْمَلَة وَضَمّ الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَبَعْدهَا نُون فِي قَوْل ، وَيُعْرَف بِصَاحِبِ السِّقَايَة . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : عَبْد الرَّحْمَن بْن آدَم إِنَّمَا نُسِبَ إِلَى آدَم أَبِي الْبَشَر وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَب يُعْرَف . اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ مُخْتَصَرًا .
وَقَالَ الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب : عَبْد الرَّحْمَن بْن آدَم الْبَصْرِيّ صَاحِب السِّقَايَة صَدُوق . وَقَالَ فِي فَتْح الْبَارِي : إِسْنَاده صَحِيح كَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا .
وَأَخْرَجَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا : " إِنَّ رُوح اللَّه عِيسَى نَازِل فِيكُمْ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ فَإِنَّهُ رَجُل مَرْبُوع إِلَى الْحُمْرَة وَالْبَيَاض ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسه يَقْطُر وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَل ، فَيَدُقّ الصَّلِيب وَيَقْتُل الْخِنْزِير وَيَضَع الْجِزْيَة وَيَدْعُو النَّاس إِلَى الْإِسْلَام ، فَيُهْلِك اللَّه فِي زَمَانه الْمَسِيح الدَّجَّال وَيَقَع الْأَمَنَة عَلَى الْأَرْض " فَذَكَرَ الْحَدِيث . وَفِيهِ : " فَيَمْكُث أَرْبَعِينَ سَنَة ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ " قَبَضْتُهُمَا قُلْت : تَوَاتَرَتْ الْأَخْبَار عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نُزُول عِيسَى ابْن مَرْيَم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ السَّمَاء بِجَسَدِهِ الْعُنْصُرِيّ إِلَى الْأَرْض عِنْد قُرْب السَّاعَة وَهَذَا هُوَ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة .
قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْقَاضِي : نُزُول عِيسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَتْله الدَّجَّال حَقّ وَصَحِيح عِنْد أَهْل السُّنَّة لِلْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَة فِي ذَلِكَ ، وَلَيْسَ فِي الْعَقْل وَلَا فِي الشَّرْع مَا يُبْطِلهُ ، فَوَجَبَ إِثْبَاته . وَأَنْكَرَ ذَلِكَ بَعْض الْمُعْتَزِلَة وَالْجَهْمِيّة وَمَنْ وَافَقَهُمْ ، وَزَعَمُوا أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيث مَرْدُودَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَخَاتَم النَّبِيِّينَ } @

الصفحة 457