كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
هِيَ بِفَتْحِ الْجِيم فَتَشْدِيد الْمُهْمَلَة الْأُولَى قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَجَسُّسِهَا الْأَخْبَار لِلدَّجَّالِ قَالَهُ النَّوَوِيّ .
3767 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( الْعِشَاء الْآخِرَة )
: أَيْ صَلَاة الْعِشَاء
( إِنَّهُ )
: أَيْ الشَّأْن
( حَبَسَنِي )
: أَيْ مَنَعَنِي مِنْ الْخُرُوج
( عَنْ رَجُل )
: أَيْ عَنْ حَال رَجُل وَهُوَ الدَّجَّال
( تَجُرّ شَعْرهَا )
: صِفَة لِامْرَأَةٍ وَهُوَ كِنَايَة عَنْ طُول شَعْرهَا
( قَالَتْ )
: أَيْ تِلْكَ الْمَرْأَة
( أَنَا الْجَسَّاسَة )
: وَفِي الْحَدِيث الْآتِي فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّة أَهْلَب كَثِيرَة الشَّعْر قَالُوا : وَتِلْكَ مَا أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَة . قِيلَ فِي الْجَمْع بَيْنهمَا يَحْتَمِل أَنَّ لِلدَّجَّالِ جَسَّاسَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا دَابَّة وَالثَّانِيَة اِمْرَأَة وَيَحْتَمِل أَنَّ الْجَسَّاسَة كَانَتْ شَيْطَانَة تَمَثَّلَتْ تَارَة فِي صُورَة دَابَّة وَأُخْرَى فِي صُورَة اِمْرَأَة ، وَلِلشَّيْطَانِ التَّشَكُّل فِي أَيّ تَشَكُّل أَرَادَ . وَيَحْتَمِل أَنْ تُسَمَّى الْمَرْأَة دَابَّة مَجَازًا كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : { وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الْأَرْض إِلَّا عَلَى اللَّه رِزْقهَا } وَلَفْظ مُسْلِم " فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّة أَهْلَب كَثِير الشَّعْر لَا يَدْرُونَ مَا قُبُله مِنْ دُبُره مِنْ كَثْرَة الشَّعْر قَالُوا : وَيْلَك مَا أَنْتِ قَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَة اِنْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُل فِي الدَّيْر فَإِنَّهُ إِلَى خَبَركُمْ بِالْأَشْوَاقِ " قَالَ : لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا مِنْهَا أَنْ تَكُون@
الصفحة 469