كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

قَالَ النَّوَوِيّ : قَالَ الْعُلَمَاء وَقِصَّته مُشْكِلَة وَأَمْره مُشْتَبِه فِي أَنَّهُ هَلْ هُوَ الْمَسِيح الدَّجَّال الْمَشْهُور أَمْ غَيْره . وَلَا شَكّ فِي أَنَّهُ دَجَّال مِنْ الدَّجَاجِلَة .
قَالَ الْعُلَمَاء : وَظَاهِر الْأَحَادِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ الْمَسِيح الدَّجَّال وَلَا غَيْره ، وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ بِصِفَاتِ الدَّجَّال وَكَانَ فِي اِبْن صَيَّاد قَرَائِن مُحْتَمِلَة ، فَلِذَلِكَ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقْطَع بِأَنَّهُ الدَّجَّال وَلَا غَيْره وَلِهَذَا قَالَ لِعُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِنْ يَكُنْ هُوَ فَلَنْ تَسْتَطِيع قَتْله .
وَأَمَّا اِحْتِجَاجه هُوَ بِأَنَّهُ مُسْلِم وَالدَّجَّال كَافِر ، وَبِأَنَّهُ لَا يُولَد لِلدَّجَّالِ وَقَدْ وُلِدَ لَهُ هُوَ ، وَأَنَّهُ لَا يَدْخُل مَكَّة وَالْمَدِينَة وَأَنَّ اِبْن صَيَّاد دَخَلَ الْمَدِينَة وَهُوَ مُتَوَجِّه إِلَى مَكَّة فَلَا دَلَالَة لَهُ فِيهِ لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَخْبَرَ عَنْ صِفَاته وَقْت فِتْنَته وَخُرُوجه فِي الْأَرْض اِنْتَهَى .
قُلْت : قَدْ أَطْنَبَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر الْكَلَام فِي أَنَّ اِبْن الصَّيَّاد هَلْ هُوَ الدَّجَّال أَوْ غَيْره فِي كِتَاب الِاعْتِصَام فِي بَاب مَنْ رَأَى تَرْك النَّكِير مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّة إِلَخْ ، فَإِنْ شِئْت الْوُقُوف عَلَيْهِ فَارْجِعْ إِلَيْهِ .
3768 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَهُوَ )
: أَيْ اِبْن صَائِد وَالْوَاو لِلْحَالِ
( يَلْعَب مَعَ الْغِلْمَان )
: جَمْع الْغُلَام
( عِنْد أُطُم بَنِي مَغَالَة )
: قَالَ النَّوَوِيّ : الْمَغَالَة بِفَتْحِ الْمِيم وَتَخْفِيف الْغَيْن الْمُعْجَمَة .
قَالَ الْقَاضِي : وَبَنُو مَغَالَة كُلّ مَا كَانَ عَلَى يَمِينك إِذَا وَقَفْت آخِر الْبَلَاط مُسْتَقْبِل مَسْجِد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَالْأُطُم بِضَمِّ الْهَمْزَة وَالطَّاء هُوَ الْحِصْن جَمْعه آطَام اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْقَارِي : بِفَتْحِ الْمِيم وَبِضَمِّ الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَنُقِلَ بِالضَّمِّ وَالْمُهْمَلَة وَهُوَ قَبِيلَة@

الصفحة 479