كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

أَنَّ نِسَاءً مِنْ أَهْل حِمْص أَوْ مِنْ أَهْل الشَّام دَخَلْنَ عَلَى عَائِشَة فَقَالَتْ أَنْتُنَّ اللَّاتِي يَدْخُلْنَ نِسَاؤُكُمْ الْحَمَّامَات سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " مَا مِنْ اِمْرَأَة تَضَع ثِيَابهَا فِي غَيْر بَيْت زَوْجهَا إِلَّا هَتَكَتْ السِّتْر بَيْنهَا وَبَيْن رَبّهَا " هَذَا حَدِيث حَسَن .
وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ مِنْ طَرِيقَيْ سُفْيَان بِلَفْظِ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ سُفْيَان عَنْ مَنْصُور عَنْ سَالِم بْن أَبِي الْجَعْد عَنْ أَبِي الْمَلِيح الْهُذَلِيّ أَنَّ نِسْوَة مِنْ أَهْل حِمْص اِسْتَأْذَنَ عَلَى عَائِشَة فَقَالَتْ لَعَلَّكُنَّ مِنْ اللَّوَاتِي يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَات ، سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " أَيّمَا اِمْرَأَة وَضَعَتْ ثِيَابهَا فِي غَيْر بَيْت زَوْجهَا فَقَدْ هَتَكَتْ سِتْر مَا بَيْنهَا وَبَيْن اللَّهِ " .
3496 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِنَّهَا )
: الضَّمِير لِلْقِصَّةِ
( الْحَمَّامَات )
: جَمْع حَمَّام بِالتَّشْدِيدِ بَيْت مَعْلُوم .
وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَوْمئِذٍ فِيهِمْ حَمَّام . وَفِي الْحَدِيث إِخْبَار عَمَّا سَيَكُونُ وَقَدْ كَانَ الْآن فَفِيهِ مُعْجِزَة لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( فَلَا يَدْخُلَنَّهَا الرِّجَال )
: نَهْي مُؤَكَّد
( إِلَّا بِالْأُزُرِ )
: بِضَمَّتَيْنِ جَمْع إِزَار
( وَامْنَعُوهَا )
: أَيْ الْحَمَّامَات
( النِّسَاء )
: أَيْ وَلَوْ بِالْأُزُر
( إِلَّا مَرِيضَة أَوْ نُفَسَاء )
: فَتَدْخُلهَا إِمَّا وَحْدهَا أَوْ بِإِزَارٍ عَلَيْهَا ، وَتَغْتَسِل لِلتَّدَاوِي .
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوز لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَدْخُل الْحَمَّام إِلَّا بِضَرُورَةٍ . كَذَا فِي@

الصفحة 48