كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

فَإِنَّهُمَا مِنْ الدُّعَاة إِلَى مَا يُعْلَم بِالضَّرُورَةِ أَنَّهُ خِلَاف مَا جَاءَ بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم
( كُلّهمْ يَزْعُم أَنَّهُ رَسُول اللَّه )
: قَالَ الْحَافِظ : هَذَا ظَاهِر فِي أَنَّ كُلًّا مِنْهُمْ يَدَّعِي النُّبُوَّة ، وَهَذَا هُوَ السِّرّ فِي قَوْله فِي آخِر الْحَدِيث الْمَاضِي " وَإِنِّي خَاتَم النَّبِيِّينَ " اِنْتَهَى . وَأَرَادَ بِالْحَدِيثِ الْمَاضِي حَدِيث أَحْمَد الْمَذْكُور .
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
3773 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَخْبَرَنَا مُحَمَّد يَعْنِي اِبْن عَمْرو )
: هُوَ اِبْن عَلْقَمَة اللَّيْثِيّ قَالَهُ الْمُنْذِرِيُّ
( كُلّهمْ يَكْذِب عَلَى اللَّه وَعَلَى رَسُوله )
: أَيْ يَتَحَدَّث بِالْأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَة الْكَاذِبَة كَمَا فِي رِوَايَة لِمُسْلِمٍ " يَكُون فِي آخِر الزَّمَان دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنْ الْأَحَادِيث بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ " الْحَدِيث .
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
( عَنْ إِبْرَاهِيم )
: هُوَ اِبْن يَزِيد النَّخَعِيُّ قَالَهُ الْمُنْذِرِيُّ
( فَقُلْت )
: قَائِله إِبْرَاهِيم
( لَهُ )
: أَيْ لِعُبَيْدَة
( هَذَا )
: يَعْنِي الْمُخْتَار الثَّقَفِيّ
( مِنْهُمْ )
: أَيْ مِنْ الدَّجَّالِينَ الْكَذَّابِينَ
( أَمَا )
: بِالتَّخْفِيفِ حَرْف التَّنْبِيه
( إِنَّهُ )
: أَيْ الْمُخْتَار
( مِنْ الرُّءُوس )
: أَيْ مِنْ رُءُوس الدَّجَّالِينَ وَكِبَارهمْ . قَالَ النَّوَوِيّ : وَقَدْ وُجِدَ مِنْ هَؤُلَاءِ خَلْق كَثِيرُونَ فِي الْأَعْصَار وَأَهْلَكَهُمْ اللَّه تَعَالَى وَقَلَعَ آثَارهمْ ، وَكَذَلِكَ يُفْعَل بِمَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ اِنْتَهَى .@

الصفحة 486