كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

اِنْتِهَائِهِمْ عَنْ مَعَاصِيهمْ مَعْصِيَة ظَاهِرَة ؛ لِأَنَّ مُقْتَضَى الْبُغْض فِي اللَّه أَنْ يَبْعُدُوا عَنْهُمْ وَيُهَاجِرُوهُمْ اِنْتَهَى . قُلْت : مَا قَالَ الْقَارِي حَقّ صُرَاح
( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَخْ )
: هَذِهِ الْآيَة فِي آخِر سُورَة الْمَائِدَة
( ثُمَّ قَالَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( بِالْمَعْرُوفِ )
: الْمَعْرُوف مَا عُرِفَ فِي الشَّرْع يَعْنِي أَمْر مَعْرُوف بَيْن النَّاس يَعْرِفُونَهُ وَلَا يُنْكِرُونَهُ إِذَا رَأَوْهُ ، وَالْمُنْكَر أَمْر لَا يُعْرَف فِي الشَّرْع بَلْ مُنْكَر يُنْكِرهُ مَنْ رَآهُ كَالشَّخْصِ الَّذِي لَا يَعْرِفهُ النَّاس وَيُنْكِرُونَهُ إِذَا رَأَوْهُ
( وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقّ أَطْرًا )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَيْ لَتَرُدُّنَّهُ عَلَى الْحَقّ ، وَأَصْل الْأَطْر الْعَطْف وَالتَّثَنِّي . وَقَالَ فِي النِّهَايَة وَتَأْطُرُوهُ عَلَى الْحَقّ أَطْرًا تَعْطِفُوهُ عَلَيْهِ
( وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقّ قَصْرًا )
: أَيْ لَتَحْبِسُنَّهُ عَلَيْهِ وَتُلْزِمُنَّهُ إِيَّاهُ ، كَذَا فِي مِرْقَاة الصُّعُود . وَفِي النِّهَايَة يُقَال قَصَرْت نَفْسِي عَلَى الشَّيْء إِذَا حَبَسْتهَا عَلَيْهِ وَأَلْزَمْتهَا إِيَّاهُ ، وَمِنْهُ الْحَدِيث وَلَيَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقّ قَصْرًا قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن غَرِيب ، وَذَكَرَ أَنَّ بَعْضهمْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا . وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ أَيْضًا مُرْسَلًا وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَة بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود لَمْ يَسْمَع مِنْ أَبِيهِ فَهُوَ مُنْقَطِع .
( أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَاب الْحَنَّاط )
: اِسْمه عَبْد رَبّه بْن نَافِع الْكِنَانِيّ وَهُوَ الْأَصْغَر @

الصفحة 488