كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَاب الصَّلَاة .
3778 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كَيْف تَقُول فِي هَذِهِ الْآيَة عَلَيْكُمْ أَنْفُسكُمْ )
: أَيْ مَا مَعْنَى هَذِهِ الْآيَة وَمَا تَقُول فِيهِ فَإِنَّ ظَاهِرهَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَا حَاجَة إِلَى الْأَمْر وَالنَّهْي ، بَلْ عَلَى كُلّ مُسْلِم إِصْلَاح نَفْسه
( أَمَا )
: بِالتَّخْفِيفِ حَرْف التَّنْبِيه
( بَلْ اِئْتَمِرُوا )
: أَيْ اِمْتَثِلُوا
( بِالْمَعْرُوفِ )
: أَيْ وَمِنْهُ الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ
( وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَر )
: أَيْ اِنْتَهُوا وَاجْتَنِبُوا عَنْهُ ، وَمِنْهُ الِامْتِنَاع عَنْ نَهْيه أَوْ الِائْتِمَار بِمَعْنَى التَّآمُر كَالِاخْتِصَامِ بِمَعْنَى التَّخَاصُم ، وَيُؤَيِّدهُ التَّنَاهِي ، وَالْمَعْنَى لِيَأْمُر بَعْضكُمْ بَعْضًا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَ طَائِفَة مِنْكُمْ طَائِفَة عَنْ الْمُنْكَر . وَقَالَ الطِّيبِيّ : قَوْله بَلْ اِئْتَمِرُوا إِضْرَاب عَنْ مُقَدَّر أَيْ سَأَلْت عَنْهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُلْت أَمَا نَتْرُك الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر بِنَاء عَلَى ظَاهِر الْآيَة فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لَا تَتْرُكُوا بَلْ اِئْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ إِلَخْ
( حَتَّى إِذَا رَأَيْت )
: الْخِطَاب عَامّ لِكُلِّ مُسْلِم
( شُحًّا مُطَاعًا )
: أَيْ بُخْلًا مُطَاعًا بِأَنْ أَطَاعَتْهُ نَفْسك وَطَاوَعَهُ غَيْرك قَالَهُ الْقَارِي . وَفِي النِّهَايَة : هُوَ أَشَدّ الْبُخْل ، وَقِيلَ الْبُخْل مَعَ الْحِرْص ، وَقِيلَ الْبُخْل فِي أَفْرَاد الْأُمُور وَآحَادهَا ، وَالشُّحّ عَامّ ، وَقِيلَ الْبُخْل بِالْمَالِ وَالشُّحّ بِالْمَالِ وَالْمَعْرُوف
( وَهَوًى مُتَّبَعًا )
: بِصِيغَةِ الْمَفْعُول أَيْ وَهَوًى لِلنَّفْسِ مَتْبُوعًا وَطَرِيق الْهُدَى مَدْفُوعًا وَالْحَاصِل أَنَّ كُلًّا @

الصفحة 494