كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

لَا يَسْتَطِيع دَوَام ذَلِكَ لِمَزِيدِ الْمَشَقَّة فَكَذَلِكَ الْمُتَأَخِّر فِي حِفْظ دِينه وَأَمَّا الْمُتَقَدِّمُونَ فَلَيْسُوا كَذَلِكَ لِكَثْرَةِ الْمُعِين وَعَدَم الْمُنْكَر فَعَلَى هَذَا يَنْزِل الْحَدِيث اِنْتَهَى . كَذَا فِي مِرْقَاة الصُّعُود .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن غَرِيب . وَأَبُو ثَعْلَبَة اِسْمه جُرْثُوم وَأَبُو أُمَيَّة يُحْمِد . هَذَا آخِر كَلَامه . وَفِي اِسْم أَبِي ثَعْلَبَة اِخْتِلَاف كَثِير قِيلَ جُرْثُومَة ، وَقِيلَ جُرْهُم ، وَقِيلَ عَمْرو ، وَقِيلَ لَاش ، وَقِيلَ لَاشِر ، وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ ، وَفِي اِسْم أَبِيهِ اِخْتِلَاف قِيلَ نَاشِر وَنَاشِب وُجُرْهُم ، وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ وَفِي حَدِيث التِّرْمِذِيّ قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك وَزَادَنِي غَيْر عُتْبَة وَذَكَرَ مَا تَقَدَّمَ .
وَعُتْبَة هَذَا هُوَ الْعَبَّاس بْن عُتْبَة بْن أَبِي حَكِيم الْهَمْدَانِيُّ الشَّامِيّ وَثَّقَهُ غَيْر وَاحِد وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد . وَيُحْمِد بِضَمِّ الْيَاء آخِر الْحُرُوف وَسُكُون الْحَاء الْمُهْمَلَة وَبَعْدهَا مِيم مَكْسُورَة وَدَال مُهْمَلَة هَكَذَا قَيَّدَهُ الْأَمِير أَبُو نَصْر وَغَيْره ، وَقَيَّدَهُ بَعْضهمْ بِفَتْحِ الْيَاء ، وَالْخُشَنِيّ مَنْسُوب إِلَى خُشَن بِضَمِّ الْخَاء وَفَتْح الشِّين الْمُعْجَمَتَيْنِ وَيَاء آخِر الْحُرُوف سَاكِنَة وَنُون وَهُوَ خُشَيْن بْن نَمِر بْن وَبَرَة بَطْن مِنْ قُضَاعَة وَعَامَّتهمْ بِالشَّامِ وَفِي فَزَارَة أَيْضًا خُشَيْن .
3779 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَوْ يُوشِك أَنْ يَأْتِي زَمَان )
: شَكّ مِنْ الرَّاوِي
( يُغَرْبِل النَّاس )
: أَيْ يُذْهِب خِيَارهمْ وَيُبْقِي أَرَاذِلهمْ كَأَنَّهُ نَقَّى بِالْغِرْبَالِ كَمَا فِي الْمَجْمَع
( فِيهِ )
: أَيْ فِي ذَلِكَ الزَّمَان
( غَرْبَلَة )
: مَفْعُول مُطْلَق
( تَبْقَى حُثَالَة )
: بِمُثَلَّثَةٍ كَغُرَابَة
( مِنْ النَّاس )
: أَيْ أَرْذَالهمْ قَالَهُ السُّيُوطِيُّ .@

الصفحة 497