كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

مَكْسُورَة وَالْبَاقُونَ بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَة وَيَاء مَكْسُورَة مُشَدَّدَة اِنْتَهَى
( أَذْكَرَنِيهَا اللَّيْلَة )
: وَعِنْد الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم فَقَالَ يَرْحَمهُ اللَّه لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَة كَذَا وَكَذَا . وَفِي لَفْظ لِلْبُخَارِيِّ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأ فِي الْمَسْجِد فَقَالَ يَرْحَمهُ اللَّه لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَة مِنْ سُورَة كَذَا . قَالَ الْحَافِظ : لَمْ أَقِف عَلَى تَعْيِين الْآيَات الْمَذْكُورَة
( كُنْت قَدْ أُسْقِطْتُهَا )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَوْ الْمَعْرُوف مِنْ بَاب الْأَفْعَال . وَعِنْد الْبُخَارِيّ كُنْت أُنْسِيتهَا مِنْ سُورَة كَذَا وَكَذَا .
وَرِوَايَة الْبُخَارِيّ مُفَسِّرَة لِقَوْلِهِ أُسْقِطْتُهَا فَكَأَنَّهُ قَالَهُ أُسْقِطْتُهَا نِسْيَانًا لَا عَمْدًا قَالَ الْحَافِظ .
قَالَ الْعُلَمَاء وَيَجُوز النِّسْيَان عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا لَيْسَ طَرِيقه الْبَلَاغ وَالتَّعْلِيم ، قَالَهُ عِيَاض وَالنَّوَوِيّ وَابْن حَجَر رَحِمه اللَّه .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَاب الصَّلَاة [ أَيْ فِي أَبْوَاب قِيَام اللَّيْل ] اِنْتَهَى .
3457 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة )
: الَّتِي فِي آلِ عِمْرَان هَكَذَا رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة وَمِقْسَم عَنْ بْن عَبَّاس . وَقَالَ الْكَلْبِيّ وَمُقَاتِل نَزَلَتْ فِي غَنَائِم أُحُد حِين تَرَكَ الرُّمَاة الْمَرْكَز لِلْغَنِيمَةِ وَقَالُوا نَخْشَى أَنْ يَقُول رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ وَأَنْ لَا يَقْسِم الْغَنَائِم كَمَا لَمْ يَقْسِمهَا يَوْم بَدْر ، فَتَرَكُوا الْمَرْكَز وَوَقَعُوا فِي الْغَنَائِم ، فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ أَعْهَد إِلَيْكُمْ أَنْ لَا تَتْرُكُوا الْمَرْكَز حَتَّى يَأْتِيكُمْ أَمْرِي ؟ قَالُوا تَرَكْنَا بَقِيَّة إِخْوَاننَا وُقُوفًا فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنَّا @

الصفحة 5