كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
3783 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( حَدَّثَنِي رَجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: قَالَ السُّيُوطِيُّ : وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مِنْ طَرِيق عَبْد الْمَلِك بْن مَيْسَرَة الزَّرَّاد عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا هَلَكَ قَوْم حَتَّى يَعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ قِيلَ لِعَبْدِ اللَّه كَيْف ذَلِكَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَة : { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } اِنْتَهَى
( لَنْ يَهْلِك النَّاس حَتَّى يَعْذِرُوا )
: بِفَتْحِ التَّحْتِيَّة وَكَسْر الذَّال الْمُعْجَمَة
( أَوْ يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ )
: بِضَمِّ التَّحْتِيَّة مِنْ بَاب الْإفْعَال وَأَوْ لِلشَّكِّ ، أَيْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَتَّى يَعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ أَوْ قَالَ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْد فِي كِتَابه وَحُكِيَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَة أَنَّهُ قَالَ مَعْنَى يَعْذِرُوا أَيْ تَكْثُر ذُنُوبهمْ وَعُيُوبهمْ . قَالَ وَفِيهِ لُغَتَانِ يُقَال أَعْذَرَ الرَّجُل إِعْذَارًا إذَا صَارَ ذَا عَيْب وَفَسَاد . قَالَ وَكَانَ بَعْضهمْ يَقُول عَذَرَ يَعْذِر بِمَعْنَاهُ وَلَمْ يَعْرِفهُ الْأَصْمَعِيّ . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : وَقَدْ يَكُون يَعْذِر بِفَتْحِ الْيَاء بِمَعْنَى يَكُون لِمَنْ يَعْذِرهُمْ الْعُذْر فِي ذَلِكَ .
وَقَالَ فِي النِّهَايَة : يُقَال أَعْذَرَ فُلَان مِنْ نَفْسه إِذَا أَمْكَنَ مِنْهَا يَعْنِي أَنَّهُمْ لَا يَهْلِكُونَ حَتَّى تَكْثُر ذُنُوبهمْ وَعُيُوبهمْ فَيَسْتَوْجِبُونَ الْعُقُوبَة ، وَيَكُون لِمَنْ يُعَذِّبهُمْ عُذْر كَأَنَّهُمْ قَامُوا بِعُذْرِهِمْ فِي ذَلِكَ ، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْيَاء مِنْ عَذَرْته وَهُوَ بِمَعْنَاهُ ، وَحَقِيقَة عَذَرْت مَحَوْت الْإِسَاءَة وَطَمَسْتهَا اِنْتَهَى . وَقَالَ فِي فَتْح الْوَدُود الْمَشْهُور أَنَّهُ بِضَمِّ الْيَاء مِنْ أَعْذَرَ فَقِيلَ مَعْنَاهُ حَتَّى تَكْثُر ذُنُوبهمْ مِنْ أَعْذَرَ إِذَا صَارَ ذَا عَيْب وَقِيلَ مَعْنَاهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُمْ عُذْر بِإِظْهَارِ@
الصفحة 502
520