كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

مِنْ حَدِيث الْمِقْدَام يَعْنِي خَمْس مِائَة سَنَة وَيَأْتِي شَرْحه مُفَصَّلًا فِي الْحَدِيث الَّذِي بَعْده .
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
3786 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِنِّي لَأَرْجُو )
: أَيْ أُؤَمِّل
( أَنْ لَا تَعْجِز )
: بِفَتْحِ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَكَسْر الْجِيم مِنْ عَجَزَ عَنْ الشَّيْء عَجْزًا كَضَرَبَ ضَرْبًا
( أُمَّتِي )
أَيْ أَغْنِيَاؤُهَا عَنْ الصَّبْر عَلَى الْوُقُوف لِلْحِسَابِ
( عِنْد رَبّهَا )
: فِي الْمَوْقِف
( أَنْ )
: بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَسُكُون النُّون
( يُؤَخِّرهُمْ )
: أَيْ بِتَأْخِيرِهِمْ عَنْ لِحَاق فُقَرَاء أُمَّتِي السَّابِقِينَ إِلَى الْجَنَّة
( نِصْف يَوْم )
: مِنْ أَيَّام الْآخِرَة
( قِيلَ لِسَعْدِ )
: بْن أَبِي وَقَّاص
( وَكَمْ نِصْف يَوْم )
: وَفِي بَعْض النُّسَخ وَكَمْ نِصْف ذَلِكَ الْيَوْم
( قَالَ )
: سَعْد
( خَمْس مِائَة سَنَة )
: إِنَّمَا فَسَّرَ الرَّاوِي نِصْف الْيَوْم بِخَمْسِ مِائَة نَظَرًا إِلَى قَوْله تَعَالَى : { وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّك كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } وَقَوْله تَعَالَى : { يُدَبِّر الْأَمْر مِنْ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْف سَنَة } .
وَاعْلَمْ أَنَّهُ هَكَذَا شَرَحَ هَذَا الْحَدِيثَ الْعَلْقَمِيّ وَغَيْره مِنْ شُرَّاح الْجَامِع الصَّغِير فَالْحَدِيث عَلَى هَذَا مَحْمُول عَلَى أَمْر الْقِيَامَة . وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ : وَقِيلَ الْمَعْنَى إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُون لِأُمَّتِي عِنْد اللَّه مَكَانَة يُمْهِلهُمْ مِنْ زَمَانِي هَذَا إِلَى اِنْتِهَاء خَمْس مِائَة سَنَة بِحَيْثُ لَا يَكُون أَقَلّ مِنْ ذَلِكَ إِلَى قِيَام السَّاعَة . وَقَدْ شَرَحَهُ عَلِيّ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة شَرْح الْمِشْكَاة هَكَذَا ( إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَعْجِز أُمَّتِي ) : بِكَسْرِ الْجِيم وَيَجُوز ضَمّهَا @

الصفحة 509