كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

نَغُلّ وَلَا نَقْسِم ، فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى هَذِهِ الْآيَة
( وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ )
: قَرَأَ اِبْن كَثِير وَأَهْل الْبَصْرَة وَعَاصِم يَغُلّ بِفَتْحِ الْيَاء وَضَمّ الْغَيْن مَعْنَاهُ أَنْ يَخُون وَالْمُرَاد مِنْهُ الْأُمَّة . وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِضَمِّ الْيَاء وَفَتْح الْغَيْن وَلَهُ وَجْهَانِ أَحَدهمَا أَنْ يَكُون مِنْ الْغُلُول أَيْضًا وَمَعْنَاهُ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخَان أَيْ تَخُونهُ أُمَّته .
وَالثَّانِي أَنْ يَكُون مِنْ الْإِغْلَال ، وَمَعْنَاهُ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَخُون أَيْ يُنْسَب إِلَى الْخِيَانَة كَذَا فِي الْمَعَالِم وَالْخَازِن . وَفِي غَيْث النَّفْع أَنْ يَغُلّ قَرَأَ نَافِع وَالشَّامِيّ بِضَمِّ الْيَاء وَفَتْح الْغَيْن وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاء وَضَمَّ الْغَيْن اِنْتَهَى
( قَالَ أَبُو دَاوُدَ يَغُلّ مَفْتُوحَة الْيَاء )
: هَذِهِ الْعِبَارَة وُجِدَتْ فِي النُّسْخَتَيْنِ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَسَن غَرِيب : وَقَالَ وَرَوَى بَعْضهمْ هَذَا الْحَدِيث عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ مِقْسَم وَلَمْ يَذْكُر فِيهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس ، هَذَا آخِر كَلَامه وَفِي إِسْنَاده خُصَيْفٌ وَهُوَ اِبْن عَبْد الرَّحْمَن الْحَرَّانِيُّ وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد اِنْتَهَى .
3458 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مِنْ الْبُخْل )
: بِضَمِّ الْبَاء كَذَا بِخَطِّ الْخَطِيب هَكَذَا فِي بَعْض النُّسَخ وَفِي بَعْض نُسَخ الْكِتَاب هَذِهِ الْعِبَارَة ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ الْبَخَل مَفْتُوحَة الْبَاء وَالْخَاء اِنْتَهَى . وَفِي سُورَة الْحَدِيد ( وَيَأْمُرُونَ بِالْبُخْلِ ) : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ قَرَأَ الْجُمْهُور بِضَمِّ الْبَاء@

الصفحة 6