كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
وَهَذَا بِالرَّأْسِ تَشْرِيف وَهُوَ السَّبَب لِلُبْسِ الْخِرْقَة ، وَوَجْه ثَالِث أَنَّ لُبْس الْخِرْقَة نَوْع مِنْ الْمُبَايَعَة كَمَا أَشَارَ لَهُ السُّهْرَوَرْدِي وَأُمّ خَالِد كَانَتْ صَغِيرَة لَا تَصْلُحُ لِلْمُبَايَعَةِ بِخِلَافِ حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف اِنْتَهَى كَلَام السُّيُوطِيُّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ .
3507 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كَانَ أَحَبُّ الثِّيَاب )
بِالرَّفْعِ وَالنَّصْب وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ وَأَشْهَرُ وَلِذَا لَمْ يَتَأَخَّر وَالثَّوْب اِسْم لِمَا يَسْتُر بِهِ الشَّخْص نَفْسه مَخِيطًا كَانَ أَوْ غَيْره ، وَأَحَبّ أَفْعَل بِمَعْنَى الْمَفْعُول أَيْ أَفْضَلهَا
( إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَمِيص )
بِالنَّصْبِ أَوْ الرَّفْع عَلَى مَا تَقَدَّمَ عَلَى أَنَّ الْأَوَّل اِسْم كَانَ وَالثَّانِي خَبَرهَا أَوْ بِالْعَكْسِ . وَالْقَمِيص اِسْم لِمَا يُلْبَس مِنْ الْمَخِيطِ الَّذِي لَهُ كُمَّانِ وَجَيْب ، هَذَا وَقَدْ قَالَ مَيْرك فِي شَرْح الشَّمَائِل نَصْب الْقَمِيص هُوَ الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْقَمِيص مَرْفُوعًا بِالْاِسْمِيَّةِ وَأَحَبّ مَنْصُوبًا بِالْخَبَرِيَّةِ ، وَنَقَلَ غَيْره مِنْ الشُّرَّاح أَنَّهُمَا رِوَايَتَانِ كَذَا فِي الْمِرْقَاة .
وَقَالَ الْعَلَّامَة الْعَزِيزِيُّ أَيْ كَانَتْ نَفْسه تَمِيل إِلَى لُبْسه أَكْثَر مِنْ غَيْره مِنْ نَحْو رِدَاء أَوْ إِزَار لِأَنَّهُ أَسْتَر مِنْهُمَا وَلِأَنَّهُمَا يَحْتَاجَانِ إِلَى الرَّبْط وَالْإِمْسَاك بِخِلَافِ الْقَمِيص ؛ لِأَنَّهُ يَسْتُر عَوْرَته ، وَيُبَاشِر جِسْمه ، بِخِلَافِ مَا يُلْبَس فَوْقه مِنْ الدِّثَار اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن غَرِيب@
الصفحة 68