كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

بَعْد أَنْ رَوَاهُ عَلَى الشَّكّ أَيْضًا وَإِنَّمَا يُعْرَف هَذَا عَنْ أَبِي مَالِك الْأَشْعَرِيّ .
كَذَا قَالَ الْقَسْطَلَّانِيُّ : قُلْت : هَكَذَا بِالشَّكِّ فِي نُسَخ الْكِتَاب وَكَذَا فِي الْمُنْذِرِيِّ .
وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي رِسَالَته إِبْطَال دَعْوَى الْإِجْمَاع عَلَى تَحْرِيم مُطْلَق السَّمَاع رَوَاهُ أَحْمَد وَابْن أَبِي شَيْبَة مِنْ حَدِيث أَبِي مَالِك بِغَيْرِ شَكّ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث أَبِي عَامِر وَأَبِي مَالِك وَهِيَ رِوَايَة اِبْن دَاسَةَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَفِي رِوَايَة الرَّمْلِيّ عَنْهُ بِالشَّكِّ . وَفِي رِوَايَة اِبْن حِبَّان سَمِعَ أَبَا عَامِر وَأَبَا مَالِك الْأَشْعَرِيّ اِنْتَهَى
( وَاَللَّهِ يَمِينٌ أُخْرَى مَا كَذَبَنِي )
: بِتَخْفِيفِ الْمُعْجَمَة وَهُوَ مُبَالَغَة فِي كَمَالِ صِدْقِهِ
( يَسْتَحِلُّونَ الْخَزّ )
: بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالزَّاي وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الْحُمَيْدِيُّ وَابْن الْأَثِير ، وَذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى فِي بَاب الْحَاء وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَهُوَ الْفَرْج ، وَكَذَلِكَ اِبْن رَسْلَان فِي شَرْح السُّنَن ضَبَطَهُ بِالْمُهْمَلَتَيْنِ . قَالَ وَأَصْله حَرْح فَحُذِفَ أَحَد الْحَائَيْنِ وَجَمْعه أَحْرَاح كَفَرْخٍ وَأَفْرَاخ ، وَمِنْهُمْ مَنْ شَدَّدَ الرَّاء وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ يُرِيد أَنَّهُ يَكْثُر فِيهِمْ الزِّنَا . قَالَ فِي النِّهَايَة وَالْمَشْهُور الْأَوَّل كَذَا فِي النَّيْل ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِير الْخَزّ وَالْحَدِيث رَوَاهُ الْبُخَارِيّ تَعْلِيقًا بِلَفْظِ لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَام يَسْتَحِلُّونَ الْخَزّ وَالْحَرِير وَالْخَمْر وَالْمَعَازِفَ الْحَدِيث
( وَالْحَرِير )
: أَيْ وَيَسْتَحِلُّونَ الْحَرِير وَمَعْنَى اِسْتِحْلَالهَا أَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ حِلّهمَا أَوْ هُوَ مَجَاز عَنْ الِاسْتِرْسَال أَيْ يَسْتَرْسِلُونَ فِيهِمَا كَالِاسْتِرْسَالِ فِي الْحَلَال
( وَذَكَرَ كَلَامًا )
: هُوَ مَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ بِلَفْظِ وَلَيَنْزِلُنَّ أَقْوَام إِلَى جَنْب عَلَم يَرُوح عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِير لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ اِرْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا فَيُبَيِّتهُمْ اللَّه وَيَضَع الْعَلَم عَلَيْهِمْ اِنْتَهَى .
وَقَوْله إِلَى جَنْب عَلَم بِفَتْحَتَيْنِ هُوَ الْجَبَل الْعَالِي وَقِيلَ رَأْس الْجَبَل ، وَقَوْله يَرُوح عَلَيْهِمْ أَيْ الرَّاعِي وَقَوْله بِسَارِحَةٍ بِمُهْمَلَتَيْنِ أَيْ الْمَاشِيَة الَّتِي تَسْرَح بِالْغَدَاةِ إِلَى رَعْيهَا وَتَرُوح@

الصفحة 84