كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
أَيْ تَرْجِع بِالْعَشِيِّ إِلَى مَأْلَفِهَا . وَقَوْله فَيُبَيِّتهُمْ اللَّه أَيْ يُهْلِكهُمْ اللَّه لَيْلًا . وَقَوْله يَضَع الْعَلَم أَيْ يُوقِعهُ عَلَيْهِمْ
( قَالَ يَمْسَخ مِنْهُمْ آخَرِينَ )
: كَذَا فِي جَمِيع النُّسَخ .
وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى
( قِرَدَة )
: بِكَسْرِ الْقَاف وَفَتْح الرَّاء جَمْع قِرْد وَفِي ذَلِكَ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمَسْخ وَاقِع فِي هَذِهِ الْأُمَّة كَمَا وَقَعَ لِبَعْضِ الْأُمَم السَّالِفَة وَقِيلَ هُوَ كِنَايَة عَنْ تَبَدُّل أَخْلَاقهمْ .
قَالَ الْحَافِظ وَالْأَوَّل أَلْيَق بِالسِّيَاقِ . وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى تَحْرِيم الْخَزّ ، وَكَذَلِكَ يَدُلّ عَلَى تَحْرِيمه حَدِيث مُعَاوِيَة قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَرْكَبُوا الْخَزّ وَلَا النِّمَار " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَرِجَال إِسْنَاده ثِقَات . وَرَوَى اِبْن أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَاب الْمَلَاهِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " يُمْسَخ قَوْم مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة فِي آخِر الزَّمَان قِرَدَة وَخَنَازِير ، فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه أَلَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ بَلَى وَيَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ ، قَالُوا فَمَا بَالهمْ ؟ قَالَ اِتَّخَذُوا الْمَعَازِف وَالدُّفُوف وَالْقَيْنَات فَبَاتُوا عَلَى شُرْبهمْ وَلَهْوهمْ فَأَصْبَحُوا وَقَدْ مُسِخُوا قِرَدَة وَخَنَازِير وَلَيَمُرُّنَّ الرَّجُل عَلَى الرَّجُل فِي حَانُوته يَبِيع فَيَرْجِع إِلَيْهِ وَقَدْ مُسِخَ قِرْدًا أَوْ خِنْزِيرًا " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى يَمْشِي الرَّجُلَانِ فِي الْأَمْر فَيُمْسَخ أَحَدهمَا قِرْدًا أَوْ خِنْزِيرًا وَلَا يَمْنَع الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا مَا رَأَى بِصَاحِبِهِ أَنْ يَمْضِي إِلَى شَأْنه حَتَّى يَقْضِي شَهْوَته . قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ تَعْلِيقًا
( قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَعِشْرُونَ نَفْسًا إِلَخْ )
: لَمْ تُوجَد هَذِهِ الْعِبَارَة فِي عَامَّة النُّسَخ وَكَذَا لَيْسَتْ فِي أَطْرَاف الْمِزِّيِّ وَكَذَا@
الصفحة 85