كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)

3522 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( رَأَى حُلَّة سِيَرَاء )
: بِسِينٍ مُهْمَلَة مَكْسُورَة ثُمَّ يَاء مُثَنَّاة مِنْ تَحْت مَفْتُوحَة ثُمَّ رَاءٍ ثُمَّ أَلِف مَمْدُودَة . قَالَ النَّوَوِيّ : ضَبَطُوا الْحُلَّة هَا هُنَا بِالتَّنْوِينِ عَلَى أَنَّ سِيَرَاء صِفَة وَبِغَيْرِ تَنْوِين عَلَى الْإِضَافَة وَهُمَا وَجْهَانِ مَشْهُورَانِ ، وَالْمُحَقِّقُونَ وَمُتْقِنُوا الْعَرَبِيَّة يَخْتَارُونَ الْإِضَافَة .
قَالَ سِيبَوَيْهِ لَمْ تَأْتِ فِعَلَاء صِفَة وَأَكْثَر الْمُحَدِّثِينَ يُنَوِّنُونَ . قَالُوا هِيَ بُرُود يُخَالِطهَا حَرِير وَهِيَ مُضَلَّعَة بِالْحَرِيرِ ، وَكَذَا قَالَهُ الْخَلِيل وَالْأَصْمَعِيّ وَآخَرُونَ قَالُوا كَأَنَّهَا شُبِّهَتْ خُطُوطهَا بِالسُّيُورِ . وَقَالَ اِبْن شِهَاب : مُضَلَّعَة بِالْقَزِّ وَقِيلَ إِنَّهَا حَرِير مَحْض . وَقَدْ ذَكَرَ مُسْلِم فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حُلَّة مِنْ إِسْتَبْرَق وَفِي الْأُخْرَى مِنْ دِيبَاج أَوْ حَرِير ، وَفِي رِوَايَة حُلَّة سُنْدُس ، فَهَذِهِ الْأَلْفَاظ تُبَيِّن أَنَّ الْحُلَّة كَانَتْ حَرِيرًا مَحْضًا وَهُوَ الصَّحِيح الَّذِي يَتَعَيَّن الْقَوْل بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيث جَمْعًا بَيْن الرِّوَايَات ، وَالْحُلَّة لَا تَكُون إِلَّا ثَوْبَيْنِ وَتَكُون غَالِبًا إِزَارًا وَرِدَاء اِنْتَهَى بِاخْتِصَارٍ يَسِير .
( عِنْد بَاب الْمَسْجِد تُبَاع )
: وَكَانَتْ تِلْكَ الْحُلَّة لِعُطَارِد التَّمِيمِيّ كَسَاهُ إِيَّاهَا كِسْرَى
( وَلِلْوُفُودِ )
: وَفِي رِوَايَة عِنْد مُسْلِم لِوُفُودِ الْعَرَب . قَالَ الْحَافِظ : وَكَأَنَّهُ خَصَّهُ بِالْعَرَبِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذْ ذَاكَ الْوُفُود فِي الْغَالِب لِأَنَّ مَكَّة لَمَّا فُتِحَتْ بَادَرَ الْعَرَب بِإِسْلَامِهِمْ فَكَانَ كُلّ قَبِيلَة تُرْسِل كُبَرَاءَهَا لِيُسْلِمُوا وَيَتَعَلَّمُوا وَيَرْجِعُوا@

الصفحة 87