كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 11)
الرِّجَال
( وَلَا أَلْبَس الْمُعَصْفَر )
: أَيْ الْمَصْبُوغ بِالْعُصْفُرِ قَالَ الْقَارِي : وَهُوَ بِإِطْلَاقِهِ يَشْمَل مَا صُبِغَ بَعْد النَّسْج وَقَبْله . فَقَوْل الْخَطَّابِيِّ مَا صُبِغَ غَزْله ثُمَّ نُسِجَ فَلَيْسَ بِدَاخِلٍ يَحْتَاج إِلَى دَلِيل مِنْ خَارِج
( وَلَا أَلْبَس الْقَمِيص الْمُكَفَّف بِالْحَرِيرِ )
: الْمُكَفَّف بِفَتْحِ الْفَاء الْأُولَى الْمُشَدَّدَة . قَالَ فِي النِّهَايَة : أَيْ الَّذِي عُمِلَ عَلَى ذَيْله وَأَكْمَامه وَجَيْبه كِفَاف مِنْ حَرِير ، وَكُفَّة كُلّ شَيْء بِالضَّمِّ طَرَفُهُ وَحَاشِيَته وَكُلّ مُسْتَدِير كِفَّة بِالْكَسْرِ كَكِفَّةِ الْمِيزَان وَكُلّ مُسْتَطِيل كُفَّة كَكُفَّةِ الثَّوْب .
قَالَ الْقَاضِي : وَهَذَا لَا يُعَارِض حَدِيث أَسْمَاء : " لَهَا لِبْنَة دِيبَاج وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ وَقَالَتْ هَذِهِ جُبَّة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَاهُ مُسْلِم لِأَنَّهُ رُبَّمَا لَمْ يَلْبَس الْقَمِيص الْمُكَفَّف بِالْحَرِيرِ لِأَنَّ فِيهِ مَزِيدَ تَجَمُّل وَتَرَفُّه وَرُبَّمَا لَبِسَ الْجُبَّة الْمُكَفَّفَة .
قَالَ الْقَارِي : وَالْأَظْهَر فِي التَّوْفِيق بَيْنهمَا أَنَّ قَدْر مَا كَفّ هُنَا أَكْثَر مِنْ الْقَدْر الْمُرَخَّص ثَمَّةَ وَهُوَ أَرْبَع أَصَابِع أَوْ يُحْمَل هَذَا عَلَى الْوَرَع وَالتَّقْوَى وَذَاكَ عَلَى الرُّخْصَة وَبَيَان الْجَوَاز وَالْفَتْوَى ، وَقَبْل هَذَا مُتَقَدِّم عَلَى لُبْس الْجُبَّة وَاَللَّه أَعْلَم
( وَأَوْمَأَ )
: أَيْ أَشَارَ
( الْحَسَن )
: هُوَ الْبَصْرِيّ
( إِلَى جَيْب قَمِيصه )
: الْجَيْب بِفَتْحِ الْجِيم وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بَعْدهَا مُوَحَّدَة هُوَ مِمَّا يُقْطَع مِنْ الثَّوْب لِيَخْرُج مِنْهُ الرَّأْس أَوْ الْيَد أَوْ غَيْر ذَلِكَ
( قَالَ )
: أَيْ عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ
( وَقَالَ )
: أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أَلَا )
: لِلتَّنْبِيهِ
( وَطِيب الرِّجَال )
: أَيْ الْمَأْذُون فِيهِ
( رِيح )
: أَيْ مَا فِيهِ رِيح
( لَا لَوْن لَهُ )
: كَمِسْكٍ وَكَافُور وَعُود
( وَطِيب النِّسَاء لَوْن لَا رِيح لَهُ )
: كَالزَّعْفَرَانِ وَالْخَلُوق
( قَالَ سَعِيد )
: أَيْ اِبْن أَبِي عَرُوبَة
( أُرَاهُ )
: بِضَمِّ الْهَمْزَة أَيْ@
الصفحة 95