كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)

: أَيْ خِيَانَتهَا . قَالَ الْخَطَّابِيُّ هُوَ أَنْ يُضْمِر فِي قَلْبه غَيْر مَا يُظْهِرهُ لِلنَّاسِ فَإِذَا كَفَّ لِسَانه وَأَوْمَأَ بِعَيْنِهِ إِلَى ذَلِكَ فَقَدْ خَانَ ، وَقَدْ كَانَ ظُهُور تِلْكَ الْخِيَانَة مِنْ قَبِيل عَيْنه فَسُمِّيت خَائِنَة الْأَعْيُن اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَفِي إِسْنَاده إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّدِّيّ وَقَدْ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِم وَوَثَّقَهُ الْإِمَام أَحْمَد وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد .
3794 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ جَرِير )
: هُوَ اِبْن عَبْد اللَّه الْبَجَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ
( إِذَا أَبَقَ الْعَبْد )
: بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة . وَفِي الْمِصْبَاح : أَبِقَ كَفَرِحَ وَضَرَبَ وَنَصَرَ فَمَاضِيه مُثَنًّى وَمُضَارِعه مُثَلَّث وَالْمَعْنَى إِذَا هَرَبَ مَمْلُوك
( إِلَى الشِّرْك )
: أَيْ دَار الْحَرْب
( فَقَدْ حَلَّ دَمه )
أَيْ لَا شَيْء عَلَى قَاتِله وَإِنْ اِرْتَدَّ مَعَ ذَلِكَ كَانَ أَوْلَى بِذَلِكَ . قَالَ الطِّيبِيّ : هَذَا وَإِنْ لَمْ يَرْتَدّ عَنْ دِينه فَقَدْ فَعَلَ مَا يُهْدَر بِهِ دَمه مِنْ جِوَار الْمُشْرِكِينَ وَتَرْك دَار الْإِسْلَام ، وَقَدْ سَبَقَ أَنَّهُ لَا يَتَرَاءَى نَارَاهُمَا اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَلَفْظ مُسْلِم " أَيّمَا عَبْد أَبَقَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّة " وَفِي لَفْظ " إِذَا أَبَقَ الْعَبْد لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلَاة " وَفِي لَفْظ لَهُ " أَيّمَا عَبْد أَبَقَ مِنْ مَوَالِيه فَقَدْ كَفَرَ حَتَّى يَرْجِع إِلَيْهِمْ " وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِاللَّفْظِ الَّذِي ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُد ، وَفِي لَفْظ لَهُ " إِذَا أَبَقَ مِنْ مَوَالِيه الْعَبْد لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلَاة وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا ، فَأَبَقَ غُلَام لِجَرِيرٍ فَأَخَذَهُ فَضَرَبَ عُنُقه ، وَفِي لَفْظ " إِذَا أَبَقَ الْعَبْد لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلَاة حَتَّى يَرْجِع إِلَى مَوَالِيه " .@

الصفحة 14