كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)

3991 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَهُوَ )
: أَيْ الْعِرْبَاض
{ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْك لِتَحْمِلهُمْ }
: أَيْ مَعَك إِلَى الْغَزْو ، وَالْمَعْنَى لَا حَرَج عَلَيْهِمْ فِي التَّخَلُّف عَنْ الْجِهَاد
{ قُلْت لَا أَجِد مَا أَحْمِلكُمْ عَلَيْهِ }
: حَال مِنْ الْكَاف فِي أَتَوْك بِتَقْدِيرِ قَدْ ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون اِسْتِئْنَافًا كَأَنَّهُ قِيلَ مَا بَالهمْ تَوَالَوْا . قُلْت لَا أَجِد ، وَتَمَام الْآيَة { تَوَلَّوْا وَأَعْيُنهمْ تَفِيض مِنْ الدَّمْع حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ } : وَقَوْله { تَوَلَّوْا } : جَوَاب إِذَا وَمَعْنَاهُ اِنْصَرَفُوا
( فَسَلَّمْنَا )
: أَيْ عَلَى الْعِرْبَاض
( زَائِرِينَ )
: مِنْ الزِّيَارَة
( وَعَائِدِينَ )
: مِنْ الْعِيَادَة
( وَمُقْتَبِسِينَ )
: أَيْ مُحَصِّلِينَ الْعِلْم مِنْك
( ذَرَفَتْ )
: أَيْ دَمَعَتْ
( وَوَجِلَتْ )
: بِكَسْرِ الْجِيم أَيْ خَافَتْ
( كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَة مُوَدِّع )
: بِالْإِضَافَةِ ، فَإِنَّ الْمُوَدِّع بِكَسْرِ الدَّال عِنْد الْوَدَاع لَا يَتْرُك شَيْئًا مِمَّا يُهِمّ الْمُوَدَّع بِفَتْحِ الدَّال ، أَيْ كَأَنَّك تُوَدِّعنَا بِهَا لَمَّا رَأَى مِنْ مُبَالَغَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوْعِظَة
( فَمَاذَا تَعْهَد )
: أَيْ تُوصِي
( وَإِنَّ عَبْدًا حَبَشِيًّا )
: أَيْ وَإِنْ كَانَ الْمُطَاع عَبْدًا حَبَشِيًّا.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُرِيد بِهِ طَاعَة مَنْ وَلَّاهُ الْإِمَام عَلَيْكُمْ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، وَلَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ أَنْ يَكُون الْإِمَام عَبْدًا حَبَشِيًّا وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " الْأَئِمَّة مِنْ قُرَيْش " وَقَدْ يُضْرَب الْمَثَل فِي الشَّيْء بِمَا لَا يَكَاد يَصِحّ فِي@

الصفحة 359