كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)
أَعْظَم مَنْ أَجْرَمَ جُرْمًا كَائِنًا فِي حَقّ الْمُسْلِمِينَ
( مَنْ سَأَلَ عَنْ أَمْر إِلَخْ )
: اِعْلَمْ أَنَّ الْمَسْأَلَة عَلَى نَوْعَيْنِ : أَحَدهمَا : مَا كَانَ عَلَى وَجْه التَّبْيِين فِيمَا يُحْتَاج إِلَيْهِ مِنْ أَمْر الدِّين وَذَلِكَ جَائِز كَسُؤَالِ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَغَيْره مِنْ الصَّحَابَة فِي أَمْر الْخَمْر حَتَّى حُرِّمَتْ بَعْدَمَا كَانَتْ حَلَالًا ، لِأَنَّ الْحَاجَة دَعَتْ إِلَيْهِ . وَثَانِيهمَا : مَا كَانَ عَلَى وَجْه التَّعَنُّت وَهُوَ السُّؤَال عَمَّا لَمْ يَقَع وَلَا دَعَتْ إِلَيْهِ حَاجَة ، فَسُكُوت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْل هَذَا عَنْ جَوَابه رَدْع لِسَائِلِهِ ، وَإِنْ أَجَابَ عَنْهُ كَانَ تَغْلِيظ لَهُ فَيَكُون بِسَبَبِهِ تَغْلِيظ عَلَى غَيْره ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا مِنْ أَعْظَم الْكَبَائِر لِتَعَدِّي جِنَايَته إِلَى جَمِيع الْمُسْلِمِينَ وَلَا كَذَلِكَ غَيْره . كَذَا قَالَ اِبْن الْمَلَك فِي الْمَبَارِق .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم.
3995 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَائِذ اللَّه )
: بِالنَّصْبِ اِسْم أَبِي إِدْرِيس
( أَنَّ يَزِيد بْن عَمِيرَة )
: بِفَتْحِ الْعَيْن وَكَسْر الْمِيم وَخَبَر أَنَّ قَوْله أَخْبَرَهُ ، وَقَوْله وَكَانَ مِنْ أَصْحَاب مُعَاذ بْن جَبَل جُمْلَة مُعْتَرِضَة بَيْن اِسْم أَنَّ وَخَبَره
( قَالَ كَانَ )
: أَيْ مُعَاذ بْن جَبَل
( لِلذِّكْرِ )
: أَيْ الْوَعْظ
( اللَّه حَكَم قِسْط )
: أَيْ حَاكِم عَادِل
( هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ )
: أَيْ الشَّاكُّونَ
( إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ )
: أَيْ بَعْدكُمْ
( فِتَنًا )
: بِكَسْرٍ فَفَتْح جَمْع فِتْنَة وَهِيَ الِامْتِحَان وَالِاخْتِبَار بِالْبَلِيَّةِ@
الصفحة 363