كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)

اِنْتَهَى
( فَارْضَ لِنَفْسِك مَا رَضِيَ بِهِ الْقَوْم )
: أَيْ الطَّرِيقَة الَّتِي رَضِيَ بِهَا السَّلَف الصَّالِحُونَ أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه
( لِأَنْفُسِهِمْ )
: عَلَى مَا وَرَدَ فِي حَدِيث اِفْتِرَاق الْأُمَّة عَلَى ثَلَاث وَسَبْعِينَ مِلَّة مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ، وَعَلَّلَهُ بِقَوْلِهِ
( فَإِنَّهُمْ )
: أَيْ الْقَوْم الْمَذْكُورِينَ
( عَلَى عِلْم )
: عَظِيم عَلَى مَا يُفِيدهُ التَّنْكِير مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ
( وَقَفُوا )
: أَيْ اِطَّلَعُوا . وَقَوْله
( بِبَصَرٍ نَافِذ )
: أَيْ مَاضٍ فِي الْأُمُور مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ
( كَفُّوا )
: بِصِيغَةِ الْمَعْرُوف مِنْ بَاب نَصَرَ أَيْ مَنَعُوا عَمَّا مَنَعُوا مِنْ الْإِحْدَاث وَالِابْتِدَاع
( وَلَهُمْ )
: بِفَتْحِ لَام الِابْتِدَاء لِلتَّأْكِيدِ وَالضَّمِير لِلسَّلَفِ الصَّالِحِينَ
( عَلَى كَشْف الْأُمُور )
: أَيْ أُمُور الدِّين مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ
( أَقْوَى )
: قُدِّمَ عَلَيْهِ لِلِاهْتِمَامِ أَيْ هُمْ أَشَدّ قُوَّة عَلَى كَشْف أُمُور الدِّين مِنْ الْخَلَف وَكَذَا قَوْله
( وَبِفَضْلِ مَا كَانُوا )
: أَيْ السَّلَف الصَّالِحُونَ
( فِيهِ )
: مِنْ أَمْر الدِّين مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ
( أَوْلَى )
: قُدِّمَ عَلَيْهِ لِمَا ذُكِرَ أَيْ هُمْ أَحَقّ بِفَضْلِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنْ الْخَلَف . وَإِذَا كَانَ الْأَمْر كَذَلِكَ فَاخْتَرْ لِنَفْسِك مَا اِخْتَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الطَّرِيق الْقَوِيم
( فَإِنْ كَانَ الْهُدَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ )
: أَيْ الطَّرِيقَة الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا أَيّهَا الْمُحْدِثُونَ الْمُبْتَدِعُونَ
( لَقَدْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ )
: أَيْ إِلَى الْهُدَى وَتَقَدَّمْتُمُوهُمْ وَخَلَفْتُمُوهُمْ وَهَذَا صَرِيح الْبُطْلَان ، فَإِنَّ السَّلَف الصَّالِحِينَ هُمْ الَّذِينَ سَبَقُوكُمْ إِلَى الْهُدَى لَا أَنْتُمْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ ، فَثَبَتَ أَنَّ الْهُدَى لَيْسَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ .
وَقَوْله لَقَدْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ جَوَاب الْقَسَم الْمُقَدَّر ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذَا تَقَدَّمَ الْقَسَم أَوَّل الْكَلَام ظَاهِرًا أَوْ مُقَدَّرًا وَبَعْده كَلِمَة الشَّرْط فَالْأَكْثَر وَالْأَوْلَى اِعْتِبَار الْقَسَم دُون الشَّرْط فَيَجْعَل الْجَوَاب لِلْقَسَمِ وَيَسْتَغْنِي عَنْ جَوَاب الشَّرْط لِقِيَامِ جَوَاب@

الصفحة 368