كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)
الْقَسَم مَقَامه ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ } وَقَوْله تَعَالَى { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }
{ وَلَئِنْ قُلْتُمْ }
: أَيّهَا الْمُحْدِثُونَ الْمُبْتَدِعُونَ فِيمَا حَدَّثَ بَعْد السَّلَف الصَّالِحِينَ
( إِنَّ مَا حَدَثَ )
: مَا مَوْصُوله أَيْ الشَّيْء الَّذِي حَدَثَ
( بَعْدهمْ )
: أَيْ بَعْد السَّلَف الصَّالِحِينَ
( مَا أَحْدَثَهُ )
: مَا نَافِيَة أَيْ لَمْ يُحْدِث ذَلِكَ الشَّيْء
( إِلَّا مَنْ اِتَّبَعَ غَيْر سَبِيلهمْ )
: أَيْ سَبِيل السَّلَف الصَّالِحِينَ
( وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُمْ )
: أَيْ عَنْ السَّلَف الصَّالِحِينَ وَهُوَ مَعْطُوف عَلَى اِتَّبَعَ ، أَيْ فَضَّلَ نَفْسه عَلَيْهِمْ .
وَالْحَاصِل أَنَّكُمْ إِنْ قُلْتُمْ إِنَّ الْحَادِث بَعْد السَّلَف الصَّالِحِينَ لَيْسَ بِضَلَالٍ بَلْ هُوَ الْهُدَى وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مُخَالِفًا لِسَبِيلِهِمْ . وَجَوَاب الشَّرْط مَحْذُوف تَقْدِيره فَذَلِكَ بَاطِل غَيْر صَحِيح .
وَقَوْله
( فَإِنَّهُمْ )
: أَيْ السَّلَف
( هُمْ السَّابِقُونَ )
: إِلَى الْهُدَى عِلَّة لِلْجَوَابِ الْمَحْذُوف قَائِمَة مَقَامه . وَلَا يَجُوز أَنْ يَكُون هَذَا جَوَابًا لِلشَّرْطِ ، فَإِنَّ كَوْن السَّلَف هُمْ السَّابِقِينَ مُتَحَقِّق الْمُضِيّ وَالْجَزَاء لَا يَكُون إِلَّا مُسْتَقْبَلًا
( فَقَدْ تَكَلَّمُوا )
: أَيْ السَّلَف
( فِيهِ )
: أَيْ فِيمَا يُحْتَاج إِلَيْهِ مِنْ أَمْر الدِّين
( بِمَا يَكْفِي )
: لِلْخَلَفِ
( وَوَصَفُوا )
: أَيْ بَيَّنُوا السَّلَف
( مِنْهُ )
: أَيْ مِمَّا يُحْتَاج إِلَيْهِ مِنْ أَمْر الدِّين
( مَا يَشْفِي )
: لِلْخَلَفِ
( فَمَا دُونهمْ )
: أَيْ فَلَيْسَ دُون السَّلَف الصَّالِحِينَ أَنَّ تَحْتهمْ أَيْ تَحْت قَصْرهمْ
( مِنْ مَقْصَر )
: مَصْدَر مِيمِيّ أَوْ اِسْم طَرَف ، أَيْ حَبَسَ أَوْ مَحَلّ حَبْس مَنْ قَصَرَ الشَّيْء قَصْرًا أَيْ حَبَسَهُ
( وَمَا فَوْقهمْ )
: أَيْ وَلَيْسَ فَوْقهمْ أَيْ فَوْق حَسْرهمْ
( مِنْ مَحْسَر )@
الصفحة 369