كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)
: مَصْدَر مِيمِيّ أَوْ اِسْم ظَرْف أَيْضًا ، أَيْ كَشَفَ أَوْ مَحَلّ كَشْف مِنْ حَسِرَ الشَّيْء حَسَرًا أَيْ كَشَفَهُ ، يُقَال حَسِرَ كُمّه مِنْ ذِرَاعه أَيْ كَشَفَهَا ، وَحَسِرَتْ الْجَارِيَة خِمَارهَا مِنْ وَجْههَا أَيْ كَشَفَتْهُ .
وَحَاصِله أَنَّ السَّلَف الصَّالِحِينَ قَدْ حَبَسُوا أَنْفُسهمْ عَنْ كَشْف مَا لَمْ يُحْتَجْ إِلَى كَشْفه مِنْ أَمْر الدِّين حَبْسًا لَا مَزِيد عَلَيْهِ ، وَكَذَلِكَ كَشَفُوا مَا اُحْتِيجَ إِلَى كَشْفه مِنْ أَمْر الدِّين كَشْفًا لَا مَزِيد عَلَيْهِ
( وَقَدْ قَصَّرَ )
: مِنْ التَّقْصِير
( قَوْم دُونهمْ )
: أَيْ دُون قَصْر السَّلَف الصَّالِحِينَ ، أَيْ قَصَرُوا قَصْرًا أَزْيَدَ مِنْ قَصْرهمْ
( فَجَفَوْا )
: أَيْ لَمْ يَلْزَمُوا مَكَانهمْ الْوَاجِب قِيَامهمْ فِيهِ ، مِنْ جَفَا جَفَاء إِذَا لَمْ يَلْزَم مَكَانه ، أَيْ اِنْحَدَرُوا وَانْحَطُّوا مِنْ عُلُوّ إِلَى سُفْل بِهَذَا الْفِعْل وَهُوَ زِيَادَة الْقَصْر
( وَطَمَحَ )
: أَيْ اِرْتَفَعَ مِنْ طَمَحَ بَصَره إِذَا اِرْتَفَعَ وَكُلّ مُرْتَفِع طَامِح
( عَنْهُمْ )
: أَيْ السَّلَف
( أَقْوَام )
: أَيْ اِرْتَفَعُوا عَنْهُمْ فِي الْكَشْف ، أَيْ كَشَفُوا كَشْفًا أَزْيَدَ مِنْ كَشْفهمْ
( فَغَلَوْا )
: فِي الْكَشْف أَيْ شَدَّدُوا حَتَّى جَاوَزُوا فِيهِ الْحَدّ ، فَهَؤُلَاءِ قَدْ أَفْرَطُوا وَأَسْرَفُوا فِي الْكَشْف كَمَا أَنَّ أُولَئِكَ قَدْ فَرَّطُوا وَقَتَرُوا فِيهِ
( وَإِنَّهُمْ )
: أَيْ السَّلَف
( بَيْن ذَلِكَ )
: أَيْ بَيْن الْقَصْر وَالطَّمْح أَيْ بَيْن الْإِفْرَاط وَالتَّفْرِيط
( لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيم )
: يَعْنِي أَنَّ السَّلَف لَعَلَى طَرِيق مُسْتَقِيم ، وَهُوَ الِاقْتِصَاد وَالتَّوَسُّط بَيْن الْإِفْرَاط وَالتَّفْرِيط ، لَيْسُوا بِمُفَرِّطِينَ كَالْقَوْمِ الْقَاسِرِينَ دُونهمْ وَلَا بِمُفَرِّطِينَ ، كَالْأَقْوَامِ الطَّامِحِينَ عَنْهُمْ .
( كَتَبْت تَسْأَل )
: أَيّهَا الْمُخَاطَب
( عَنْ الْإِقْرَار بِالْقَدَرِ )
: هَلْ هُوَ سُنَّة أَوْ بِدْعَة
( فَعَلَى الْخَبِير )
: أَيْ الْعَارِف بِخَبَرِهِ
( بِإِذْنِ اللَّه )
: تَعَالَى
( وَقَعْت )
: أَيْ سَأَلْت بِإِذْنِ اللَّه تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ الْإِقْرَار مَنْ هُوَ عَارِف بِخَبَرِ ذَلِكَ الْإِقْرَار ، يُرِيد بِذَلِكَ نَفْسه@
الصفحة 370