كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)

( وَلَئِنْ قُلْتُمْ )
: أَيّهَا الْمُبْتَدِعُونَ
( لِمَ أَنْزَلَ اللَّه آيَة كَذَا وَلِمَ قَالَ كَذَا )
: فِي شَأْن الْآيَات الَّتِي ظَاهِرهَا يُخَالِف الْقَدَر
( لَقَدْ قَرَءُوا )
: أَيْ السَّلَف
( مِنْهُ )
: مِنْ كِتَابه الْمُحْكَم
( مَا قَرَأْتُمْ وَعَلِمُوا )
: أَيْ السَّلَف
( مِنْ تَأْوِيله )
: أَيْ تَأْوِيل مُحْكَم كِتَابه
( مَا جَهِلْتُمْ وَقَالُوا )
: أَيْ السَّلَف أَيْ أَقَرُّوا
( بَعْد ذَلِكَ كُلّه )
: أَيْ بَعْدَمَا قَرَءُوا مِنْ مُحْكَم كِتَابه مَا قَرَأْتُمْ وَعَلِمُوا مِنْ تَأْوِيله مَا جَهِلْتُمْ
( بِكِتَابٍ وَقَدَر )
: أَيْ أَقَرُّوا بِكِتَابٍ وَقَدَر أَيْ بِأَنَّ اللَّه تَعَالَى كَتَبَ كُلّ شَيْء وَقَدَّرَهُ قَبْل أَنْ يَخْلُق السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِمُدَّةٍ طَوِيلَة
( وَ ) : أَقَرُّوا بِأَنَّ ( مَا يُقْدَر )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَمَا شَرْطِيَّة
( يَكُنْ )
: أَقَرُّوا بِأَنَّ
( وَمَا شَاءَ اللَّه كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ )
: بِأَنَّا
( وَلَا نَمْلِك لِأَنْفُسِنَا نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ثُمَّ رَغِبُوا )
: أَيْ السَّلَف الصَّالِحُونَ
( بَعْد ذَلِكَ )
: أَيْ بَعْد الْإِقْرَار بِالْقَدَرِ فِي الْأَعْمَال الصَّالِحَة وَلَمْ يَمْنَعهُمْ هَذَا الْإِقْرَار عَنْ الرَّغْبَة فِيهَا
( وَرَهِبُوا )
: الْأَعْمَال السَّيِّئَة أَيْ خَافُوهَا وَاتَّقَوْهَا. وَقَوْله لَقَدْ قَرَءُوا إِلَخْ جَوَاب الْقَسَم الْمُقَدَّر ، وَاسْتَغْنَى عَنْ جَوَاب الشَّرْط لِقِيَامِهِ مَقَامه كَمَا تَقَدَّمَ هَكَذَا أَفَادَهُ بَعْض الْأَعْلَام فِي تَعْلِيقَات السُّنَن .
ثُمَّ اِعْلَمْ أَنَّ الْبِدْعَة هِيَ عَمَل عَلَى غَيْر مِثْل سَبَقَ .
قَالَ فِي الْقَامُوس : هِيَ الْحَدَث فِي الدِّين بَعْد الْإِكْمَال ، وَالْبِدْعَة أَصْغَر مِنْ الْكُفْر وَأَكْبَر مِنْ الْفِسْق ، وَكُلّ بِدْعَة تُخَالِف دَلِيلًا يُوجِب الْعِلْم وَالْعَمَل بِهِ فَهِيَ كُفْر ، وَكُلّ بِدْعَة تُخَالِف دَلِيلًا يُوجِب الْعَمَل ظَاهِرًا ، فَهِيَ ضَلَالَة وَلَيْسَتْ بِكُفْرٍ .@

الصفحة 373