كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)
تَلَامِذَته مَالَ إِلَى ذَلِكَ أَوْ لِأَنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ اِشْتَبَهَ عَلَى النَّاس تَأْوِيله فَظَنُّوا أَنَّهُ قَالَهُ لِاعْتِقَادِهِ مَذْهَب الْقَدَرِيَّة فَإِنَّ الْمَسْأَلَة مِنْ مَظَانّ الِاشْتِبَاه اِنْتَهَى
( أَخْبَرَنِي عَنْ آدَم )
: هُوَ أَبُو الْبَشَر عَلَى نَبِيّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
( لِلسَّمَاءِ )
: أَيْ لِأَنْ يَسْكُن وَيَعِيش فِي الْجَنَّة
( أَرَأَيْت )
: أَيْ أَخْبِرْنِي
( لَوْ اِعْتَصَمَ )
: أَيْ لَمْ يُذْنِب وَلَمْ يَأْثَم
( لَمْ يَكُنْ لَهُ )
: أَيْ لِآدَم
( مِنْهُ )
: أَيْ مِنْ أَكْلهَا أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْله تَعَالَى : { مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } الْآيَة وَقَبْله { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ } وَالْخِطَاب لِلْمُشْرِكِينَ وَالضَّمِير الْمَجْرُور فِي عَلَيْهِ رَاجِع إِلَى مَا تَعْبُدُونَ ، وَالْمَعْنَى فَإِنَّكُمْ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ وَاَلَّذِي تَعْبُدُونَهُ مِنْ الْأَصْنَام مَا أَنْتُمْ عَلَى عِبَادَة الْأَصْنَام بِمُضِلِّينَ أَحَدًا إِلَّا أَصْحَاب النَّار فِي عِلْمه تَعَالَى وَقِيلَ الضَّمِير فِي عَلَيْهِ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَالْمَعْنَى لَسْتُمْ تُضِلُّونَ أَحَدًا عَلَى اللَّه إِلَّا أَصْحَاب النَّار فِي عِلْمه تَعَالَى .
قَالَ الْمِزِّيّ : الْحَدِيث فِي رِوَايَة اِبْن الْأَعْرَابِيّ وَابْن دَاسَة .
3999 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ )
: وَقَبْله ( وَلَوْ شَاءَ رَبّك لَجَعَلَ النَّاس أُمَّة وَاحِدَة ) : أَيْ أَهْل دِين وَاحِد ( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) : أَيْ فِي الدِّين ( إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك ) : أَيْ أَرَادَ لَهُمْ الْخَيْر فَلَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ( وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) : أَيْ أَهْل الِاخْتِلَاف لَهُ وَأَهْل الرَّحْمَة لَهَا كَذَا فِي تَفْسِير الْجَلَالَيْنِ .@
الصفحة 375