كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)

وَالْعِرَاق وَتَنْقِيص غَيْرهمْ ، يَعْنِي مَثَل عُثْمَان كَمَثَلِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَمَثَل مُتَّبِعِيهِ كَمَثَلِ مُتَّبِعِيهِ ، فَكَمَا أَنَّ اللَّه تَعَالَى جَعَلَ مُتَّبِعِي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَوْق الَّذِينَ كَفَرُوا كَذَلِكَ حَمْل مُتَّبِعِي عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مِنْ أَهْل الشَّام وَأَهْل الْعِرَاق فَوْق غَيْرهمْ ، بِحَيْثُ جَعَلَ فِيهِمْ الْخِلَافَة وَرَفَعَهَا عَنْ غَيْرهمْ فَصَارُوا غَالِبِينَ عَلَى غَيْرهمْ .
قَالَ السِّنْدِيُّ : لَعَلَّهُ أَشَارَ بِهَذِهِ الْإِشَارَة عِنْد قَوْله تَعَالَى : { وَجَاعِل الَّذِينَ اِتَّبَعُوك } : وَأَرَادَ بِهَذَا أَنَّ أَهْل الشَّام تَبِعُوا عُثْمَان فَرَفَعَهُمْ وَوَضَعَ فِيهِمْ الْخِلَافَة ، وَغَيْرهمْ اِتَّبَعُوا عَلِيًّا فَأَذَلَّهُمْ اللَّه وَرَفَعَ عَنْهُمْ الْخِلَافَة اِنْتَهَى . وَهَذَا الْأَثَر أَيْضًا لَيْسَ فِي نُسْخَة الْمُنْذِرِيِّ .
وَقَالَ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف فِي كِتَاب الْمَرَاسِيل : أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَّة عَنْ أَبِي ظَفَر عَبْد السَّلَام بْن مُطَهِّر عَنْ جَعْفَر بْن سُلَيْمَان عَنْ عَوْف بْن أَبِي جَمِيلَة الْأَعْرَابِيّ وَهُوَ فِي رِوَايَة اِبْن دَاسَة وَغَيْره اِنْتَهَى .
4024 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( رَسُول أَحَدكُمْ فِي حَاجَته )
: صِفَة رَسُول أَيْ الَّذِي أَرْسَلَهُ فِي حَاجَته
( أَكْرَم عَلَيْهِ )
: الضَّمِير الْمَجْرُور لِأَحَدِكُمْ
( أَمْ خَلِيفَته فِي أَهْله )
: أَيْ خَلِيفَته الَّذِي اِسْتَخْلَفَهُ فِي أَهْله .
وَحَاصِله أَنَّ خَلِيفَة الرَّجُل الَّذِي اِسْتَخْلَفَهُ فِي أَهْله يَكُون أَكْرَم عِنْده وَأَحَبّ وَأَفْضَل مِنْ رَسُوله الَّذِي أَرْسَلَهُ فِي حَاجَته.@

الصفحة 393