كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)
الْأَمْر أَيْ فَاجْعَلْ يَا اللَّه تِلْكَ اللَّعْنَة
( صَلَاة )
: أَيْ رَحْمَة كَمَا فِي رِوَايَة مُسْلِم وَالصَّلَاة مِنْ اللَّه تَعَالَى الرَّحْمَة .
وَأَخْرَجَ مُسْلِم فِي بَاب مَنْ لَعَنَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ سَبَّهُ مِنْ كِتَاب الْأَدَب عَنْ عَائِشَة قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَوَمَا عَلِمْت مَا شَارَطْت عَلَيْهِ رَبِّي ، قُلْت اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَر فَأَيّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْته أَوْ سَبَبْته فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاة وَأَجْرًا " .
وَأَخْرَجَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَر فَأَيّمَا رَجُل مِنْ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْته أَوْ لَعَنْته أَوْ جَلَدْته فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاة وَرَحْمَة " وَفِي لَفْظ لَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذ عِنْدك عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَر فَأَيّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْته ؛ شَتَمْته لَعَنْته جَلَدْته فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاة وَزَكَاة وَقُرْبَة تُقَرِّبهُ بِهَا إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة " .
وَفِي لَفْظ لَهُ " اللَّهُمَّ إِنَّمَا مُحَمَّد بَشَر يَغْضَب كَمَا يَغْضَب الْبَشَر وَإِنِّي قَدْ اِتَّخَذْت عِنْد اللَّه عَهْدًا " فَذَكَرَهُ .
وَفِي لَفْظ لَهُ " فَاجْعَلْ ذَلِكَ كَفَّارَة لَهُ يَوْم الْقِيَامَة " .
وَأَخْرَجَ عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه يَقُول : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " إِنَّمَا أَنَا بَشَر وَإِنِّي اِشْتَرَطْت عَلَى رَبِّي أَيّ عَبْد مِنْ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْته أَوْ شَتَمْته أَنْ يَكُون ذَلِكَ لَهُ زَكَاة وَأَجْرًا " .
وَأَخْرَجَ عَنْ أُمّ سُلَيْمٍ قَالَ لَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ شَرْطِي عَلَى رَبِّي أَنِّي اِشْتَرَطْت عَلَى رَبِّي فَقُلْت : إِنَّمَا أَنَا بَشَر أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَر وَأَغْضَب كَمَا يَغْضَب الْبَشَر ، فَأَيّمَا أَحَد دَعَوْت عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِي بِدَعْوَةٍ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ أَنْ تَجْعَلهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاة وَقُرْبَة تُقَرِّبهُ بِهَا مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة " اِنْتَهَى .
وَالْمَعْنَى إِنَّمَا وَقَعَ مِنْ سَبّه وَدُعَائِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَحَد وَنَحْوه لَيْسَ @
الصفحة 415