كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 12)

يُرِيد وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُحْمَل تَحْت الْخَصْر غَالِبًا لِلْإِتْكَاءِ عَلَيْهَا قَالَهُ الْحَافِظ
( فَجَعَلَ يَنْكُت )
: بِفَتْحِ الْيَاء وَضَمِّ الْكَاف وَآخِره تَاء مُثَنَّاة فَوْق أَيْ يَخُطّ بِالْمِخْصَرَةِ خَطًّا يَسِيرًا مَرَّة بَعْد مَرَّة ، وَهَذَا فِعْل الْمُفَكِّر الْمَهْمُوم
( مَا مِنْ نَفْس مَنْفُوسَة )
: أَيْ مَوْلُودَة وَهُوَ بَدَل مِنْ قَوْله مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد
( أَوْ مِنْ الْجَنَّة )
: أَوْ لِلتَّنْوِيعِ
( إِلَّا قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً )
: بَدَل مِنْ قَوْله إِلَّا قَدْ كَتَبَ اللَّه مَكَانهَا إِلَخْ ، وَالضَّمِير فِي كُتِبَتْ لِلنَّفْسِ
( قَالَ )
: أَيْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ
( أَفَلَا نَمْكُث عَلَى كِتَابنَا )
: أَيْ أَفَلَا نَعْتَمِد عَلَى الْمُقَدَّر لَنَا فِي الْأَزَل
( وَنَدَع الْعَمَل )
: أَيْ نَتْرُكهُ
( فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْل السَّعَادَة )
: أَيْ فِي عِلْم اللَّه تَعَالَى
( لَيَكُونَنَّ )
: أَيْ لَيَصِيرَنَّ
( إِلَى السَّعَادَة )
: أَيْ إِلَى عَمَل السَّعَادَة
( مِنْ أَهْل الشِّقْوَة )
: بِكَسْرِ الشِّين بِمَعْنَى الشَّقَاوَة وَهِيَ ضِدّ السَّعَادَة
( اِعْمَلُوا فَكُلّ مُيَسَّر )
: أَيْ لِمَا خُلِقَ لَهُ
( فَيُيَسَّرُونَ لِلسَّعَادَةِ )
بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَيْ يُسَهَّلُونَ وَيُهَيَّئُونَ وَحَاصِل السُّؤَال أَلَّا نَتْرُك مَشَقَّة الْعَمَل فَإِنَّا سَنُصَيَّرُ إِلَى مَا قُدِّرَ عَلَيْنَا . وَحَاصِل الْجَوَاب لَا مَشَقَّة لِأَنَّ كُلّ أَحَد مُيَسَّر لِمَا خُلِقَ لَهُ وَهُوَ يَسِير عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّه .
قَالَ الطِّيبِيُّ : الْجَوَاب مِنْ الْأُسْلُوب الْحَكِيم مَنَعَهُمْ عَنْ تَرْك الْعَمَل وَأَمَرَهُمْ@

الصفحة 458