كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)
الْخِصَال تَلَقَّتْهُ النَّاس بِالتَّعْظِيمِ وَالتَّبْجِيل وَالتَّوْقِير وَأَلْبَسَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِبَاس التَّقْوَى الَّذِي تَلْبَسهُ أَنْبِيَاؤُهُ ، فَكَأَنَّهَا جُزْء مِنْ النُّبُوَّة كَذَا فِي السِّرَاج الْمُنِير لِلْعَزِيزِيّ .
وَقَالَ السُّيُوطِيُّ : وَفِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيِّ جُزْء مِنْ خَمْسَة وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا وَفِي رِوَايَة أُخْرَى لَهُ جُزْء مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَدْي الرَّجُل حَاله وَمَذْهَبه وَكَذَلِكَ سَمْته ، وَأَصْل السَّمْت الطَّرِيق الْمُنْقَاد وَالِاقْتِصَاد سُلُوك الْقَصْد فِي الْأَمْر وَالدُّخُول فِيهِ بِرِفْقٍ وَعَلَى سَبِيل يُمْكِن الدَّوَام عَلَيْهِ ، يُرِيد أَنَّ هَذِهِ الْخِلَال مِنْ شَمَائِل الْأَنْبِيَاء وَمِنْ الْخِصَال الْمَعْدُودَة مِنْ خَصَائِلهمْ وَأَنَّهَا جُزْء مِنْ أَجْزَاء خَصَائِلهمْ فَاقْتَدُوا بِهِمْ فِيهَا وَتَابِعُوهُمْ عَلَيْهَا اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده قَابُوس بْن أَبِي ظَبْيَانَ حُصَيْنُ بْن جُنْدُب الْجَنْبِيّ كُوفِيّ لَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ ، وَجَنْب بَطْن مِنْ مُذْحِج وَهُوَ بِفَتْحِ الْجِيم وَسُكُون النُّون وَبَعْدهَا بَاءَ مُوَحَّدَة .
وَظَبْيَان بِفَتْحِ الظَّاء الْمُعْجَمَة وَكَسْرهَا وَبَعْدهَا بَاءَ بِوَاحِدَةٍ سَاكِنَة وَيَاء آخِر الْحُرُوف مَفْتُوحَة وَبَعْد الْأَلِف نُون .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
قَالَ فِي النِّهَايَة : كَظْم الْغَيْظ تَجَرُّعه وَاحْتِمَال سَبَبه وَالصَّبْر عَلَيْهِ .
4147 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَنْ كَظَمَ غَيْظًا )
: أَيْ اِجْتَرَعَ غَضَبًا كَامِنًا فِيهِ
( أَنْ يُنْفِذهُ )
: مِنْ التَّنْفِيذ@
الصفحة 135