كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

وَفِي رِوَايَة مُسْلِم " صَبَغَ مَكَان غَمَسَ " .
قَالَ النَّوَوِيّ : أَيْ فِي حَال أَكْله مِنْهُمَا ، وَهُوَ تَشْبِيه لِتَحْرِيمِ اللَّعِب بِالنَّرْدِ بِتَحْرِيمِ أَكْلهمَا .
قَالَ : وَالْحَدِيث حُجَّة لِلشَّافِعِيِّ وَالْجُمْهُور فِي تَحْرِيم اللَّعِب بِالنَّرْدِ ، وَأَمَّا الشِّطْرَنْج فَمَذْهَبنَا أَنَّهُ مَكْرُوه لَيْسَ بِحَرَامٍ وَهُوَ مَرْوِيّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ التَّابِعِينَ .
وَقَالَ مَالِك وَأَحْمَد حَرَام . قَالَ مَالِك هُوَ شَرّ مِنْ النَّرْد وَأَلْهَى عَنْ الْخَيْر .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَابْن مَاجَهْ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيف يُقَال لَهُ يَقَع عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى وَالْهَاء فِيهِ عَلَى أَنَّهُ وَاحِد مِنْ جِنْس لَا لِلتَّأْنِيثِ كَذَا فِي الصُّرَاح بِالْفَارِسِيَّةِ كبوتر .
4289 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَتْبَع حَمَامَة )
: أَيْ يَقْفُو أَثَرهَا لَاعِبًا بِهَا
( فَقَالَ شَيْطَان يَتْبَع شَيْطَانَة )
: إِنَّمَا سَمَّاهُ شَيْطَانًا لِمُبَاعَدَتِهِ عَنْ الْحَقّ وَاشْتِغَاله بِمَا لَا يَعْنِيه وَسَمَّاهَا شَيْطَانَة لِأَنَّهَا أَوْرَثَتْهُ الْغَفْلَة عَنْ ذِكْر اللَّه .
قَالَ النَّوَوِيّ : اِتِّخَاذ الْحَمَام لِلْفَرْخِ وَالْبَيْض أَوْ الْأُنْس أَوْ حَمَلَ الْكُتُب جَائِز بِلَا كَرَاهَة ، وَأَمَّا اللَّعِب بِهَا لِلتَّطَيُّرِ فَالصَّحِيح أَنَّهُ مَكْرُوه ، فَإِنْ اِنْضَمَّ إِلَيْهِ قِمَار وَنَحْوه رُدَّتْ الشَّهَادَة كَذَا فِي الْمِرْقَاة . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ . وَفِي إِسْنَاده مُحَمَّد بْن عَلْقَمَة اللَّيْثِيُّ وَقَدْ اِسْتَشْهَدَ بِهِ مُسْلِم وَثَّقَهُ يَحْيَى بْن مَعِين وَمُحَمَّد بْن يَحْيَى وَقَالَ اِبْن مَعِين مَرَّة مَا زَالَ النَّاس يَتَّقُونَ حَدِيثه وَقَالَ السَّعْدِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ@

الصفحة 284