كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

وَغَمَزَهُ الْإِمَام مَالِك . وَقَالَ اِبْن الْمَدِينِيّ سَأَلْت يَحْيَى يَعْنِي الْقَطَّان عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة كَيْف هُوَ قَالَ تُرِيد الْعَفْو أَوْ تُشَدِّد ؟ قُلْت بَلْ أَتَشَدَّد قَالَ فَلَيْسَ هُوَ مِمَّنْ تُرِيد .
4290 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أَبِي قَابُوس )
: غَيْر مُنْصَرِف لِلْعُجْمَةِ وَالْعَلَمِيَّةِ قَطَعَ بِهَذَا غَيْر وَاحِد مِمَّنْ يُعْتَمَد عَلَيْهِ كَذَا فِي مِرْقَاة الصُّعُود
( الرَّاحِمُونَ )
: أَيْ لِمَنْ فِي الْأَرْض مِنْ آدَمِيّ وَحَيَوَان لَمْ يُؤْمَر بِقَتْلِهِ بِالشَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِمْ
( يَرْحَمهُمْ الرَّحْمَن )
: أَيْ يُحْسِن إِلَيْهِمْ وَيَتَفَضَّل عَلَيْهِمْ . وَالرَّحْمَة مُقَيَّدَة بِاتِّبَاعٍ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّة ، فَإِقَامَة الْحُدُود وَالِانْتِقَام لِحُرْمَةِ اللَّه تَعَالَى لَا يُنَافِي كُلّ مِنْهُمَا الرَّحْمَة
( اِرْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ )
: بِالْجَزْمِ جَوَاب الْأَمْر
( مَنْ فِي السَّمَاء )
: هُوَ اللَّه تَعَالَى . وَفِي السِّرَاج الْمُنِير وَقَدْ رُوِيَ بِلَفْظِ اِرْحَمُوا أَهْل الْأَرْض يَرْحَمكُمْ أَهْل السَّمَاء ، وَالْمُرَاد بِأَهْلِ السَّمَاء الْمَلَائِكَة وَمَعْنَى رَحْمَتهمْ لِأَهْلِ الْأَرْض دُعَاؤُهُمْ لَهُمْ بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَة كَمَا قَالَ تَعَالَى { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْض }
( لَمْ يَقُلْ مُسَدَّد مَوْلَى عَبْد اللَّه بْن عَمْرو )
أَيْ بَلْ اِقْتَصَرَ عَلَى أَبِي قَابُوس
( وَقَالَ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: أَيْ لَمْ يَقُلْ يُبَلِّغ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ أَبُو بَكْر فِي رِوَايَته بَلْ قَالَ مَكَانه قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ @

الصفحة 285