كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث هُوَ الْحَدِيث الْمُسَلْسَل بِالْأَوَّلِيَّةِ قَالَ اِبْن الصَّلَاح فِي مُقَدَّمَته : قَلَّمَا تَسْلَم الْمُسَلْسَلَات مِنْ ضَعْف أَعْنِي فِي وَصْف التَّسَلْسُل لَا فِي أَصْل الْمَتْن ، وَمِنْ الْمُسَلْسَل مَا يَنْقَطِع تَسَلْسُله فِي وَسْط إِسْنَاده وَذَلِكَ نَقْص فِيهِ وَهُوَ كَالْمُسَلْسَلِ بِأَوَّلِ حَدِيث سَمِعْته عَلَى مَا هُوَ الصَّحِيح فِي ذَلِكَ اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ أَتَمَّ مِنْهُ وَقَالَ حَسَن صَحِيح .
4291 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَالَ )
: أَيْ شُعْبَة
( كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُور )
: هَذَا الْحَدِيث
( قَالَ اِبْن كَثِير فِي حَدِيثه )
: عَنْ شُعْبَة أَيْ بَعْد قَوْله كَتَبَ إِلَى مَنْصُور
( وَقَرَأْته )
: أَيْ الْحَدِيث أَيْ بَعْد مَا كَتَبَ إِلَيَّ
( عَلَيْهِ )
: أَيْ عَلَى مَنْصُور
( قُلْت )
: هَذِهِ مَقُولَة شُعْبَة وَلَفْظ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَاب الْبِرّ وَالصِّلَة حَدَّثَنَا مَحْمُود بْن غَيْلَان حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَة قَالَ كَتَبَ بِهِ إِلَى مَنْصُور وَقَرَأْته عَلَيْهِ سَمِعَ أَبَا عُثْمَان مَوْلَى الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة الْحَدِيث
( أَقُول حَدَّثَنِي مَنْصُور )
: بِحَذْفِ الِاسْتِفْهَام أَيْ قُلْت لِمَنْصُورٍ هَلْ أَقُول فِيمَا قَرَأْته عَلَيْك لَفْظَة حَدَّثَنِي مَنْصُور
( فَقَالَ )
: أَيْ مَنْصُور
( إِذَا قَرَأْته )
: بِصِيغَةِ الْخِطَاب
( عَلَيَّ فَقَدْ حَدَّثْتُك )
: بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّم .
وَاعْلَمْ أَنَّ الْقِرَاءَة عَلَى الشَّيْخ أَحَد وُجُوه التَّحَمُّل عِنْد الْجُمْهُور ، وَرَجَّحَهَا بَعْضهمْ عَلَى السَّمَاع مِنْ لَفْظ الشَّيْخ ، وَذَهَبَ جَمْع جَمٌّ مِنْهُمْ الْبُخَارِيّ وَحَكَاهُ فِي أَوَائِل صَحِيحه عَنْ جَمَاعَة مِنْ الْأَئِمَّة إِلَى أَنَّ السَّمَاع مِنْ لَفْظ الشَّيْخ وَالْقِرَاءَة@

الصفحة 286